تشكل الأمثال جزءًا من لغتنا، ونستخدمها للوصول إلى المعنى مباشرة دون شرح طويل، فالكلام إذا زاد عن حده قد يتحول إلى ثرثرة، وهذا ما سأحاول تجنبه في السطور القادمة، اللغات تشبه الأشجار، تنمو وتتفرع أغصانها وتورق بالمفردات والأمثال الجديدة، كما أنها تفقد بعض المفردات لتغير الزمن مثلما تسقط أوراق الشجر لتحل بدلاً منها أوراق جديدة، مع بقاء الشجرة وأغصانها بشكل دائم طبعاً.
الملاحظ أن شرط انتشار الأمثال وبقاءها ليس فقط في أهمية المعنى، بل في حسن صياغتها أيضاً، وفي ذلك قال الفقيه إبراهيم بن سيّار النظام “يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة”، أما ما قاله أبو إبراهيم الفارابي في ديوان الأدب “المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه”، والملاحظ أن معظم الأمثال في لغتنا العربية والأكثر استخداماً هي الأمثال التي كان أساسها قصة حقيقية واستنتج منها عبرة أو حكمة أو تحديد موقف، المثل الشهير “لا ناقة لي فيها ولا جمل” عبارة عن جملة قالها الحارث بن عبّاد عندما دعته ربيعة للمشاركة في الحرب ضد كليب، رفض العباد المشاركة والتدخل وقال هذه حرب “لا ناقة لي فيها ولا جمل” في إشارة منه لناقة البسوس، ولأن الجملة أصابت المعنى باختصار راحت مثلاً.
أما قصة المثل الشهير “على أهلها جنت على براقش “ فيقال إن براقش اسم كلبة نبحت على جيش كانوا في حرب مع أهلها المختبئين من ذلك الجيش، أثار نباحها انتباه الجيش فعلموا بوجود أهلها بمكان قريب فبحثوا عنهم وقتلوهم وقتلوها.
أما المثل الشهير “اختلط الحابل بالنابل” فله أكثر من رواية، لكنني أميل للرأي الذي يقول إن الحابل هم الأفراد الذين يمسكون الجمال والخيل بالحبل أثناء المعارك، أما النابل فهم المقاتل الذي يطلق السهام، ويقال المثل عندما تشتد المعركة ويختلط الحابل بالنابل. لاحظت أن الأمثلة الثلاثة السابقة جميعها مأخوذة من قصص لها علاقة بالحروب، وهذا يشير إلى طبيعة الحياة آنذاك، حيث يكثر الغزو وتكثر الحروب.
انتبهت وأنا أقرأ مثل الحارث بن عباد أن الأمثال لم يضاف لها أمثال جديدة لأننا توقفنا عن استخدام اللغة العربية، وصار أرشيف أمثالنا مكتوب باللهجة العامية وهذا أمر طبيعي، ومع أن اللهجات العربية مختلفة إلا أنها تلتقي في بعض معاني الأمثال الشعبية مع اختلاف المفردات، بل إن بعضها واحد دون اختلاف “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” و”الجار قبل الدار” و”إذا فات الفوت ما ينفع الصوت”. لا أعلم ما هو مصير أمثالنا مع انتشار اللغة الإنجليزية واستخدام البعض للأمثال الإنجليزية، أتذكر أنني كنت مع صديقي السوري نتحدث مع زميل إنجليزي، قال الزميل الإنجليزي مثلاً عن أهمية العلاقات بين الناس وحسن التعامل وأثر الكلمة الطيبة، لكنني لم أفهم المثل الذي قاله الزميل بالإنجليزية، هنا تدخل الزميل السوري وقال هذا المثل بيقابله عنا بالسوري “لاقيني ولا اطعميني”.
الملاحظ أن شرط انتشار الأمثال وبقاءها ليس فقط في أهمية المعنى، بل في حسن صياغتها أيضاً، وفي ذلك قال الفقيه إبراهيم بن سيّار النظام “يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة”، أما ما قاله أبو إبراهيم الفارابي في ديوان الأدب “المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه”، والملاحظ أن معظم الأمثال في لغتنا العربية والأكثر استخداماً هي الأمثال التي كان أساسها قصة حقيقية واستنتج منها عبرة أو حكمة أو تحديد موقف، المثل الشهير “لا ناقة لي فيها ولا جمل” عبارة عن جملة قالها الحارث بن عبّاد عندما دعته ربيعة للمشاركة في الحرب ضد كليب، رفض العباد المشاركة والتدخل وقال هذه حرب “لا ناقة لي فيها ولا جمل” في إشارة منه لناقة البسوس، ولأن الجملة أصابت المعنى باختصار راحت مثلاً.
أما قصة المثل الشهير “على أهلها جنت على براقش “ فيقال إن براقش اسم كلبة نبحت على جيش كانوا في حرب مع أهلها المختبئين من ذلك الجيش، أثار نباحها انتباه الجيش فعلموا بوجود أهلها بمكان قريب فبحثوا عنهم وقتلوهم وقتلوها.
أما المثل الشهير “اختلط الحابل بالنابل” فله أكثر من رواية، لكنني أميل للرأي الذي يقول إن الحابل هم الأفراد الذين يمسكون الجمال والخيل بالحبل أثناء المعارك، أما النابل فهم المقاتل الذي يطلق السهام، ويقال المثل عندما تشتد المعركة ويختلط الحابل بالنابل. لاحظت أن الأمثلة الثلاثة السابقة جميعها مأخوذة من قصص لها علاقة بالحروب، وهذا يشير إلى طبيعة الحياة آنذاك، حيث يكثر الغزو وتكثر الحروب.
انتبهت وأنا أقرأ مثل الحارث بن عباد أن الأمثال لم يضاف لها أمثال جديدة لأننا توقفنا عن استخدام اللغة العربية، وصار أرشيف أمثالنا مكتوب باللهجة العامية وهذا أمر طبيعي، ومع أن اللهجات العربية مختلفة إلا أنها تلتقي في بعض معاني الأمثال الشعبية مع اختلاف المفردات، بل إن بعضها واحد دون اختلاف “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” و”الجار قبل الدار” و”إذا فات الفوت ما ينفع الصوت”. لا أعلم ما هو مصير أمثالنا مع انتشار اللغة الإنجليزية واستخدام البعض للأمثال الإنجليزية، أتذكر أنني كنت مع صديقي السوري نتحدث مع زميل إنجليزي، قال الزميل الإنجليزي مثلاً عن أهمية العلاقات بين الناس وحسن التعامل وأثر الكلمة الطيبة، لكنني لم أفهم المثل الذي قاله الزميل بالإنجليزية، هنا تدخل الزميل السوري وقال هذا المثل بيقابله عنا بالسوري “لاقيني ولا اطعميني”.