أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2021-08-26
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق تويتر، وقبل أن أبدأ بما اخترته من تغريدات هذا الأسبوع أود أن أقول شيئاً عله يكون مفيداً، تويتر يشبه الواقع بشكل ما، ففي الحياة يُؤثر أصدقاؤك عليك سواء إيجاباً أو سلباً، كذلك في تويتر يوثر عليك من تتابعهم، فقد يكون من تتابعهم أشخاص يحبون الحياة فتمدك كلماتهم بالطاقة والأفكار، وقد يكون العكس، فانتبه لمواصفات من تتابعه مثلما تنتبه لمواصفات من تصادقه، أعتقد بأنني وفقت في الجملة الأخيرة وأبدو فيها كحكيم!
أبدأ بتغريدة طريفة لخالد الشرهان، أضحكتني التغريدة وعندما قرأتها لأحد الزملاء علّق بأنها غير منطقية، اضطررت أن أقول له إن الرّجال يمزح.. والله يمزح، أما التغريدة “لن أتزوج امرأة تترك أهلها لتعيش معي لأنها ستتركني مثلما تركت أهلها”. حمود الفالح اقتبس من أبو حيان التوحيدي وأضاف تعليقاً للدكتور عبد الله الغذامي “قيل لأعرابي: من أكرم الناس عشرةً ؟ قال: من إن قرُب منح، وإن بعُد مدح، وإن ظُلم صفح، وإن ضويق فسح، فمن ظفر به أفلح ونجح. علق الدكتور الغذامي على كلام أبا حيان التوحيدي بقوله: رحم الله أبا حيان وصف الروبوت قبل استحداثه بقرون!. بمعنى لن تجد أحداً بهذه الصفات”. أحمد أبو سمرة غرّد بما يشبه كلام أبو حيان لكنه اكتفى بصفة واحدة، ولا أشك بأن من يمتلكها امتلك مفتاح القلوب، لكنني لم أستبعد الروبوت وأنا أفكر بها “لم أحب في إنسان صفة أكثر من اللين، سلام على كل ابن آدم ليّن إذا صادق، هيّن إذا خاصم، رفيق في الشدة، رقيق في النصيحة، لا يشقى في صحبته أحد”، بعد أن نسخت التغريدة تأكدت بأنه روبوت!
عموماً نحن نتمنى وجود مثل هذه الصفات في من نتعامل معه، دون أن نتأكد إذا ما كنا نحن نملكها، قليلون من يستطيعون إعطاء ما يطالبون به، وهذا ما غرّد به حساب تكوين الذي اقتبس مقولة لعلي الوردي “هذه هي طبيعة الإنسان في كل زمان ومكان، فهو يطلب العدل حين يكون محروماً منه، فإذا حصل عليه بخل به على غيره”. حسام النصر قدم نصيحة مهمة خصوصاً للشباب، ومن الجيد أن يأخذوا بها من الآن قبل أن يكتشفوها متأخراً “كن مستقلاً ولا تُعوّد نفسك على قياس قيمتك الذاتية بناءً على نظرة الآخرين.. فمن مظاهر اهتزاز الثقة ألا تطمئن لذوقك واختيارك حتى يمدحه الآخرون”، هيفاء غردت باقتباس لستيف تشاندلر عن مسببات الإرهاق الحقيقي الذي نعتقد بأنه جراء العمل المتواصل، بل على عكس ذلك “إن إرهاقك ليس سببه هو ما تفعله وإنما ما لا تفعله، فالمهام التي لا ننجزها تسبب لنا أكبر قدر ممكن من التعب”، أخيراً تغريدة لصاحب حساب مسطول الذي مازال محافظاً على طرافته، التغريدة مداعبة للذين وضعوا خططاً لحياتهم، خصوصاً تلك التي وضعت بكل براءة “على حساب خطتي المفروض في هذا العمر أكون غني”.