|


شاكر الذيابي
عبد الله العذل الإنسان
2021-08-26
جاء خبر وفاة أستاذنا عبد الله بن محمد العذل، رحمه الله، كالصاعقة علي وعلى عائلته ومحبيه، وكل من عرفه، أو تعامل معه، كان آخر تواصل معه، يرحمه الله، بنهاية أولمبياد طوكيو الأخير، وطلب مني حينها أن أزوده بتفاصيل ميداليات الدول العربية، قبل أن يرد لي برسالة شكر لطيفة، لم أكن أعلم أنها الأخيرة بيننا.
عبد الله العذل، رجل الدولة الرياضي، والقيادي الخبير، جمع كل الصفات النبيلة، والخصال الحميدة، كان رجلًا شهمًا مقدامًا ومتواضعًا، ومحبًا للخير والعطاء والإيثار، أحب الناس فأحبوه، وتواضع لهم فاحترموه، وكان رجل المواقف الصعبة، الذي تنتهي عنده كل الملفات بنجاح.
من المواقف، التي أذكرها، اتصلت به قبل أشهر عدة، للإطمئنان، ثم دعاني إلى مأدبة غداء في مزرعته غرب الرياض، وجاء حينها شابان ينشدان مساعدته للمساهمة في تشييد مسجد لبلدتهم، فبادر بالاتصال بأحد مساعديه، وطلب أن يكون هذا الموضوع أولوية عند عودته إلى الرياض، وأن يعرض عليه تفاصيل المشروع كاملة، فضلًا عن كثير من مساهماته الإنسانية والخيرية، التي يرجو ثوابها من الله تعالى.
كان، رحمه الله، رجلًا استثنائيًا في كل شيء، لا أتذكر شخصيًا أنني طرقت بابه لطلب الدعم أو المساندة في أي أمر إلا ويتحقق، بفضل الله ثم بدعمه.
لم يكن مكتبه ومجلسه الخاص، رحمه الله، يخلو من الناس، وكان يستقبلهم بترحاب، وبشاشة وجه، رغم كل ارتباطاته وأعماله.
لم يغفل، رحمه الله، زملاءه في مسيرته العملية، وكان كثير التواصل والاستفسار، ومتابعة أخبارهم بين حين وآخر، كما لم ينس رفقاء درب والده محمد العذل، ومنهم والدي، أطال الله في عمره، حيث كان يصلهم ويزورهم في مناطق المملكة المتعددة، رغم أعماله وظروفه، وكان شديد البِّر بهم، ويتلمس احتياجاتهم، لمن تدعو الحاجة إلى ذلك.
كان، رحمه الله، يقدر وسائل الإعلام والإعلاميين، ويثمن رسالتهم، وكان من أكثر المطالبين بالنقد الهادف البناء، الذي يساعد في تحسين وتطوير العمل.
عرفت أبا خالد شغوفًا بالثقافة والقراءة، ولا يخلو مجلسه دومًا من الأدباء والمثقفين، وكان يناقش في كل التفاصيل، ويُخجل منه الحضور بإنصاته الراقي، كما يثريهم بما يملكه من معرفة ورؤية اكتسبها على مر العقود من خبراته ومجالسته لمختلف شرائح المجتمع. عبد الله العذل شخصية متفردة ونادرة، لم أره يومًا في حالة من الغضب أو السخط، بل كان رجلًا وقورًا وهادئًا وحكيمًا، وميزان عدل لكل القضايا، التي تصل إليه، أو يطلب منه المساعدة في حلها. رحم الله الإنسان النبيل الكريم المعطاء عبد الله العذل، وأحسن عزاء أسرته وإخوانه وأبناءه وكل محبيه، وجبر مصابهم، إنه سميع مجيب.