|


محمد المسحل
بداية مشوار.. صناعة المواهب
2021-09-04
في مقالة سابقة، ذكرت بأن صناعة الرياضي بشكل عام والموهبة الرياضية “التي من المفترض أن تصل لمنصات التتويج العالمية” بشكل خاص، تبدأ من جهات أخرى متعددة، المؤسسة الرياضية هي آخرها. وذكرت أيضًا أن البيت “الوالدان والأسرة” ووزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة البلديات ووزارة الإعلام، عليهم المسؤولية الأهم في المراحل الأولى لصناعة الإنسان الرياضي.
الطفل عندما يولد، يربيه والداه وأسرته، وهم الذين يشرفون على طعامه وشرابه ونومه وتفاصيل حياته، بل ويزرعون في ذهنه أهمية الرياضة عن طريق ممارستهم لها وتشجيعه على الرياضة التي يحبها أو يميل لها أو تتناسب مع تكوينه الجسماني على الأقل، ولرفع المستوى التربوي لهذه الأسرة، يجب العمل على تثقيفها صحيًا وتربويًا قبل حتى أن تتكون الأسرة نفسها، عن طريق تكاتف الوزارات المذكورة أعلاه، لا سيما الصحة والإعلام.
ثم بعد دخول هذا الطفل للمدرسة، والذي قامت أسرته بالعمل على تنشئته الصحية والعقلية الصحيحة، بلا سمنة أو هُزال ومشاكل في الأسنان أو النظر أو السمع، ولا إدمان على فوضى السهر والحرية المطلقة لاستخدام الآيباد والألعاب الإلكترونية، وبلا عقد نفسية تتسبب بها الأسرة بسبب الخلافات والمشاجرات العائلية المتكررة. يمكن للمدرسة آنذاك أن تستلم من الأسرة طفلًا بجاهزية أفضل لممارسة الرياضة، بل وممارسة الحياة.
وقبل الخوض في تفاصيل الرياضة المدرسية، لا بد من وجود عيادة طب عام تتناسب مع المرحلة السنية للطفل “للبنين والبنات”. فهناك عدد كبير من الكوادر الطبية السعودية من أطباء وممرضين متوفرين للعمل في المدارس. لو تم تخصيص طبيب وممرض لكل مدرسة، ليقوموا بمسح طبي مجدول، وآخر عشوائي بالإضافة لمباشرة الحالات الناشئة والطارئة “وتحويل الحالات التي تحتاج التحويل للوحدات الطبية التخصصية”، وتم تسجيل كل معلومات الطفل في نظام طبي موحد عن طريق سجله المدني، لأصبح لدينا قاعدة بيانات طبية تحمل في طياتها قيمة استراتيجية هائلة، تمكننا من التخطيط، ليس للحراك الرياضي فحسب، بل حتى لميزانيات وزارة الصحة والتعليم، ويمكن استنباط الكثير من البيانات الإحصائية الهامة من قاعدة البيانات تلك لرصد الأوبئة وطريقة ومواقع وأوقات انتشارها.
وفيما يخص الرياضة المدرسية، لا بد أن يتم تخصيص حصص أكبر وأطول للتربية البدنية، لأن حصة واحدة أسبوعيًا، أو حصتين، تعتبر قليلة جدًا لحاجة الطفل الحركية وتوجهه الرياضي كممارس أو حتى كموهبة، ولو كان لي من الأمر شيء، لخصصت حصتين يوميًا للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وحصتين يوميًا لثلاثة أيام على الأقل للمرحلة الثانوية.
ونكمل في الأسبوع القادم بإذن الله،