الاختلافات من طبيعة الحياة، تختلف العادات والأذواق، وقد تكون صفة في مكان من العالم محمودة، وتكون عيباً في مكان آخر، في جزء من إفريقيا يعتبر مد اللسان طريقة للسلام وإلقاء التحية، لكننا لن نحاول فعل ذلك في البلدان العربية.
وقد يكون لوناً مفضلاً في بلد من البلدان وتلبسه العروس في زفافها هو نفسه لوناً للمناسبات الحزينة في مكان آخر، وفي أمريكا الجنوبية هناك احتفال سنوي يتقابل فيه المتخاصمان ويتلاكمان ولا يتوقفان حتى “يبرّد” كل واحد منهما حرارة كبده، على ألا يكيدان لبعضهما في يومياتهما طوال العام القادم.
وفي أوروبا مازال بعض السكان يلقون التحية على كل طائر غراب وحيد اعتقاداً منهم بأن تحيتهم ستزيل عنه وحدته لأنه يعيش بلا زوجة. هذا مما يشكل الاختلاف ليبدو العالم من بعيد متعدد الألوان والعادات، وهذا ما يصنع جماله لأنه متنوع ويثير الاستغراب والدهشة والضحك والحزن حتى البكاء في بعض الأحيان، بالأمس قرأت مقولة لصوفيا أندرييفيا زوجة تولستوي عن زوجها، فتحت المقولة لدي باب التساؤل: قد يبدو العالم من بعيد مليئًا بما يشبه التناقضات لتعاكس العادات والأذواق والحاجات في مناطقه وقاراته، ولكن هل يجمع الإنسان بحجمه الصغير التناقضات أيضاً؟ صوفيا قالت عن تولستوي: يفهم الحياة السيكولوجية للبشر ولا يفهم زوجته وأولاده! وأنا أتفهم ما قصدته فكل زوجة تبحث عن شريك يشعرها بالقرب منها ومن أولاده، لكن صفة تولستوي التي قد تبدو سلوكياً عائلياً ضعيفاً إلا أنها لا تنقص من تولستوي المفكر الذي يفهم سلوك البشر وتفسيره والكتابة عنه، أي أنه موهوب في وصف السلوك البشري ومعرفة خباياه، لكنه قد يفشل في تطبيق ما يعرفه مع أقرب الناس إليه، وهذا لا يعتبر تناقضاً لأن التطبيق موهبة أخرى، أو معرفة أخرى، ويظهر لي تولستوي الآن مثل مدرب الكرة الناجح الذي يضع الخطط المناسبة للاعبيه لكنه لن يستطيع تنفيذها لو كان هو لاعباً ضمن اللاعبين، ومع ذلك هو مدرب عظيم في عالم التدريب.
في الأعوام الأخيرة صرت أستطيع التمييز بين النصائح وقيمتها بصورة أفضل، وأظهر الامتنان كثيراً خصوصاً للشخص الذي ينصح بنقيض ما يفعل لأنه ينصح للفائدة الخالصة، نصحني أحدهم وأنا في بدايات الشباب بالالتزام بالأخلاق العالية بينما هو سيئ التصرفات وقليل أخلاق، اليوم أعرف أن نصيحته نصيحة عارف بضرر تصرفاته، كما أنها نصيحة خير لا شر، ونصائح الخير لا تخص الأخيار وحدهم، أكثر الأشخاص الذين يستطيعون أن يقولوا لك لا تذهب شرقاً هم الأشخاص الذين مشوا شرقاً وعرفوا أن الطريق مسدود، ومع أنهم لم ينجحوا في الوصول مثلما نجح الذين اتجهوا غرباً إلا أنهم أصحاب معرفة بطريق الشرق المسدود. ليس مطلوباً من صاحب المعرفة في كل الأحوال أن ينجح في تطبيق ما يعرف ويقول، التطبيق الناجح موهبة أخرى.
وقد يكون لوناً مفضلاً في بلد من البلدان وتلبسه العروس في زفافها هو نفسه لوناً للمناسبات الحزينة في مكان آخر، وفي أمريكا الجنوبية هناك احتفال سنوي يتقابل فيه المتخاصمان ويتلاكمان ولا يتوقفان حتى “يبرّد” كل واحد منهما حرارة كبده، على ألا يكيدان لبعضهما في يومياتهما طوال العام القادم.
وفي أوروبا مازال بعض السكان يلقون التحية على كل طائر غراب وحيد اعتقاداً منهم بأن تحيتهم ستزيل عنه وحدته لأنه يعيش بلا زوجة. هذا مما يشكل الاختلاف ليبدو العالم من بعيد متعدد الألوان والعادات، وهذا ما يصنع جماله لأنه متنوع ويثير الاستغراب والدهشة والضحك والحزن حتى البكاء في بعض الأحيان، بالأمس قرأت مقولة لصوفيا أندرييفيا زوجة تولستوي عن زوجها، فتحت المقولة لدي باب التساؤل: قد يبدو العالم من بعيد مليئًا بما يشبه التناقضات لتعاكس العادات والأذواق والحاجات في مناطقه وقاراته، ولكن هل يجمع الإنسان بحجمه الصغير التناقضات أيضاً؟ صوفيا قالت عن تولستوي: يفهم الحياة السيكولوجية للبشر ولا يفهم زوجته وأولاده! وأنا أتفهم ما قصدته فكل زوجة تبحث عن شريك يشعرها بالقرب منها ومن أولاده، لكن صفة تولستوي التي قد تبدو سلوكياً عائلياً ضعيفاً إلا أنها لا تنقص من تولستوي المفكر الذي يفهم سلوك البشر وتفسيره والكتابة عنه، أي أنه موهوب في وصف السلوك البشري ومعرفة خباياه، لكنه قد يفشل في تطبيق ما يعرفه مع أقرب الناس إليه، وهذا لا يعتبر تناقضاً لأن التطبيق موهبة أخرى، أو معرفة أخرى، ويظهر لي تولستوي الآن مثل مدرب الكرة الناجح الذي يضع الخطط المناسبة للاعبيه لكنه لن يستطيع تنفيذها لو كان هو لاعباً ضمن اللاعبين، ومع ذلك هو مدرب عظيم في عالم التدريب.
في الأعوام الأخيرة صرت أستطيع التمييز بين النصائح وقيمتها بصورة أفضل، وأظهر الامتنان كثيراً خصوصاً للشخص الذي ينصح بنقيض ما يفعل لأنه ينصح للفائدة الخالصة، نصحني أحدهم وأنا في بدايات الشباب بالالتزام بالأخلاق العالية بينما هو سيئ التصرفات وقليل أخلاق، اليوم أعرف أن نصيحته نصيحة عارف بضرر تصرفاته، كما أنها نصيحة خير لا شر، ونصائح الخير لا تخص الأخيار وحدهم، أكثر الأشخاص الذين يستطيعون أن يقولوا لك لا تذهب شرقاً هم الأشخاص الذين مشوا شرقاً وعرفوا أن الطريق مسدود، ومع أنهم لم ينجحوا في الوصول مثلما نجح الذين اتجهوا غرباً إلا أنهم أصحاب معرفة بطريق الشرق المسدود. ليس مطلوباً من صاحب المعرفة في كل الأحوال أن ينجح في تطبيق ما يعرف ويقول، التطبيق الناجح موهبة أخرى.