|


محمد المسحل
الجامعات والبطل الأولمبي..
2021-09-11
انتهت مقالة الأسبوع الماضي عند ضرورة زيادة حصص التربية البدنية في مدارس المراحل الابتدائية والمتوسطة من حصة أسبوعية إلى حصتين يوميًّا، وأرى أن تكونا الحصتين الأوليين، تليهما الفسحة، ثم تبدأ الحصص العلمية.
ولهذا التوقيت أسباب كثيرة يعرفها المختصون، لا داعي لذكرها هنا. وبالنسبة للمرحلة الثانوية، إن لم تكُن حصتين يوميًّا، فلتكن حصتين أيام الأحد والثلاثاء والخميس، حيث إن لهذه الفئة غالبًا فُرص أُخرى لممارسة الرياضة خارج أوقات المدرسة.
مرحلة العمر ما بين 5 إلى 17 عامًا، هي مرحلة اكتشاف وتوجيه وصقل المواهب، وهي غالبًا تبدأ في كواليس الرياضة المدرسية، التي غالبًا لن يعوقها موافقة ولي أمر والمفترض ألا يعوقها توافر الأدوات والمنشآت والمختصين.
بعد هذه المراحل الدراسية الثلاث، سيتم بحكم المؤكد اكتشاف أغلب المواهب الرياضية الواعدة، والتيمن المفترض بعد تخرجها أن يتم قبولها في الجامعات والكليات المختلفة في برامج “التبنّي الرياضي/ الاجتماعي” أو ما يسمى بالـ scholarship programs. حيث يتم قبول الموهبة الرياضية “بناءً على تقارير فنية معتمدة” في الجامعات بناءً على كونها موهبة رياضية واعدة وليس عن طريق التأهل الأكاديمي. والسبب، أن نبوغ الموهبة الرياضية توازي نبوغ الموهبة الأكاديمية وستضيف للمجتمع إضافة لا تقل أبدًا عن إضافة الموهبة العلمية أو الأكاديمية. وبالطبع، هذا النظام له تفاصيله ومتطلباته.
أغلب الأبطال الأولمبيين والبارلمبيين تم اكتشافهم في المراحل الدراسية المبكرة، وتم صقلهم في مرحلة الثانوية، وتم تبنيهم وتكوين مجتمعاتهم الحاضنة في المرحلة الجامعية. فعلى سبيل المثال، الولايات المتحدة، الفائزة في صدارة جدول ميداليات دورة الألعاب أولمبياد طوكيو 2020 الأخير، بـ 113 ميدالية، وصاحبة المركز الثالث في دورة الألعاب البارلمبية بـ 104، أحرزت هذه الميداليات بمساهمة حوالي 62 جامعة من أنحاء البلاد، بل ويوجد تصنيف تتنافس الجامعات الأمريكية على صدارته فيما يخص عدد الميداليات الأولمبية والبارلمبية التي تحققت تحت رعايتهم لهؤلاء الأبطال، سواءً الذين تخرجوا أو الذين ما زالوا يدرسون.
وجود الجامعات في معادلة الإنجاز الرياضي، ليس خيارًا، بل هو العمود الفقري للعمل الرياضي بشكل عام، والأولمبي بشكل خاص، وذلك لأسباب عديدة، أقلها، توفر الأدوات والمنشآت والكوادر الفنية الرياضية بشكل بديهي في هذه الجامعات، وأكبرها، هو توفر البيئة الرياضية الحاضنة التي تصنع البطل وتعطيه الشعور المستمر بوجود من يهتم بكل تفاصيل مسيرته الرياضية، لتبقى الاتحادات الرياضية في المؤسسة الرياضية مجرد منظم للمسابقات والبعثات ومشرع لضوابطها وقوانينها.
وحتى ألقاكم في الأسبوع القادم بإذن الله، أستودعكم الله.