من صفات المحظوظين أنهم يعرفون من يحبونهم، فيبقونهم بجانبهم ويتنعمون بفضل محبتهم الصافية، سيئو الحظ هم من يبتعدون عن “اللي شاريهم” ويركضون نحو “اللي بايعهم.
وأعتقد أنهم مصابون بحالة سوء التقدير وإساءة التفسير، ولا يتخلصون منها عادة إلا بعد أن يدفعوا ثمن تعلمهم، وبعض الدروس مؤلمة وفصولها جارحة، يحكي أحدهم عن السبب الذي جعله مهتمًا اهتمامًا كبيرًا بأحد أصدقائه، يراعي مشاعره، ويقدمه أمامه عند كل مدخل، ولا ينسى أن يعود بهدية له بعد كل سفر، وإذا ما عرف أن صديقه بحاجة إلى أمر ما قام هو بتوفيره دون طلب منه، وبمعنى أدق “الناس بكوم وصديقه هذا بكوم” قال وهو يجلس بجانب سرير صديقه الذي أصابته نوبة سُكّر: كنت في وضع تجاري ممتاز، والحياة مقبلة والصحة مثل الحديد، وسمعتي الحسنة في الكرم يتناقلها الناس، وبيتي لا ينقطع عن طريقه الأحبة والأصدقاء، وكان صديقي هذا واحدًا من الناس الذين يترددون على زيارتي بشكل شبه يومي، لكنني لم أكن قد وضعته في خانة الأصدقاء، اعتبرته واحدًا من المعارف، ولم أكن أسأل عنه إذا ما غاب عدة أيام، لم يطلب مني يومًا حاجة، ولا نقل كلامًا، ولا ذم أو مدح أحدًا، ومع أنني لم أشعر بثقل وجوده يومًا، إلا أنني لم أمل نحوه، وكنت بطبيعة الحال أفضّل أصدقائي عليه، ومثل كل الذين يتبدل حالهم من حال إلى حال تبدل حالي، وساءت أحوال تجارتي، وعشت في واقع شديد القسوة، فصبرت واضعًا أمامي حقيقة أن السوق ربح وخسارة، وصرت أرى كيف كان الأصدقاء يتناقصون يومًا بعد يوم، وكيف طارت كلمات المديح بعد ازدحامها، وغاب من كنت أظنه لن يغيب، ولم يتبقَ إلا هذا الرجل، لم يتغير في تقديره واحترامه لي، وكان يأتي لزيارتي كعادته وكأن حالي لم يتبدل، ويتقصد أن يحكي لي القصص التي تسعد القلب وتريح البال، ثم بدأ يحثني على العودة وبدء التجارة من جديد، وكان يدخلني في عصف ذهني لكي ألتقط مفاتيح العمل مرة أخرى، ثم قدم لي مبلغًا كان كل ما يملكه، دون أن يأخذ مني ورقة أو وصلًا، لم يكن مبلغًا كبيرًا لكنه كان كافيًا للمشي خطوة واحدة، ولأن الله كتب لي رزقًا، بدأت الأمور تتحسن، ثم تحسنت أكثر وأكثر، ثم صارت أفضل مما كانت عليه وكأن كل ما مررت به وتحملته كان طريقًا لما أنا به الآن، لم يطالبني يومًا بما أعطاني، ورفض أن يأخذ أرباحًا عندما أعدت ماله إليه، استغرقت عودتي هذه عدة سنوات، وكان ما حصل درسًا لا يقدر بثمن، لم أتعلم منه تجاريًا فقط، بل كان درسًا إنسانيًا بالمقام الأول.
وأعتقد أنهم مصابون بحالة سوء التقدير وإساءة التفسير، ولا يتخلصون منها عادة إلا بعد أن يدفعوا ثمن تعلمهم، وبعض الدروس مؤلمة وفصولها جارحة، يحكي أحدهم عن السبب الذي جعله مهتمًا اهتمامًا كبيرًا بأحد أصدقائه، يراعي مشاعره، ويقدمه أمامه عند كل مدخل، ولا ينسى أن يعود بهدية له بعد كل سفر، وإذا ما عرف أن صديقه بحاجة إلى أمر ما قام هو بتوفيره دون طلب منه، وبمعنى أدق “الناس بكوم وصديقه هذا بكوم” قال وهو يجلس بجانب سرير صديقه الذي أصابته نوبة سُكّر: كنت في وضع تجاري ممتاز، والحياة مقبلة والصحة مثل الحديد، وسمعتي الحسنة في الكرم يتناقلها الناس، وبيتي لا ينقطع عن طريقه الأحبة والأصدقاء، وكان صديقي هذا واحدًا من الناس الذين يترددون على زيارتي بشكل شبه يومي، لكنني لم أكن قد وضعته في خانة الأصدقاء، اعتبرته واحدًا من المعارف، ولم أكن أسأل عنه إذا ما غاب عدة أيام، لم يطلب مني يومًا حاجة، ولا نقل كلامًا، ولا ذم أو مدح أحدًا، ومع أنني لم أشعر بثقل وجوده يومًا، إلا أنني لم أمل نحوه، وكنت بطبيعة الحال أفضّل أصدقائي عليه، ومثل كل الذين يتبدل حالهم من حال إلى حال تبدل حالي، وساءت أحوال تجارتي، وعشت في واقع شديد القسوة، فصبرت واضعًا أمامي حقيقة أن السوق ربح وخسارة، وصرت أرى كيف كان الأصدقاء يتناقصون يومًا بعد يوم، وكيف طارت كلمات المديح بعد ازدحامها، وغاب من كنت أظنه لن يغيب، ولم يتبقَ إلا هذا الرجل، لم يتغير في تقديره واحترامه لي، وكان يأتي لزيارتي كعادته وكأن حالي لم يتبدل، ويتقصد أن يحكي لي القصص التي تسعد القلب وتريح البال، ثم بدأ يحثني على العودة وبدء التجارة من جديد، وكان يدخلني في عصف ذهني لكي ألتقط مفاتيح العمل مرة أخرى، ثم قدم لي مبلغًا كان كل ما يملكه، دون أن يأخذ مني ورقة أو وصلًا، لم يكن مبلغًا كبيرًا لكنه كان كافيًا للمشي خطوة واحدة، ولأن الله كتب لي رزقًا، بدأت الأمور تتحسن، ثم تحسنت أكثر وأكثر، ثم صارت أفضل مما كانت عليه وكأن كل ما مررت به وتحملته كان طريقًا لما أنا به الآن، لم يطالبني يومًا بما أعطاني، ورفض أن يأخذ أرباحًا عندما أعدت ماله إليه، استغرقت عودتي هذه عدة سنوات، وكان ما حصل درسًا لا يقدر بثمن، لم أتعلم منه تجاريًا فقط، بل كان درسًا إنسانيًا بالمقام الأول.