متحف يحفظ مقتنيات أم كلثوم.. وخط شوقي ورامي.. وأوراق عبد الوهاب
جولة داخل عالم «الست»
يُمكِّن متحف أم كلثوم، في القاهرة، زوّاره من قراءة كلمات عددٍ من أشهر أغاني سيدة الغناء العربي مكتوبةً بخط يد مؤلفيها.
وخلف ألواح عرضٍ زجاجية، تظهَر أبيات “سَلوا كؤوس الطِلى” على ورقٍ أصفر بخط يد أحمد شوقي، أمير الشعراء، وأبيات “يا ريتني كنت النسيم” بخط يد الشاعر أحمد رامي. فيما تُعرَض “نهج البردة”، قصيدة المدح النبوي التي نظَمها شوقي، بخط سيد عبد القوي، كبير الخطاطين المصريين قديمًا.
يحفظ المتحف، التابع لوزارة الثقافة المصرية، ما حصل عليه من مقتنيات المطربة التي رحلت قبل 46 عامًا.
ويفتح أبوابه يوميًا بين الساعتين 9 صباحًا و4 مساءً، في مبناه ذي الطابق الواحد الملحق بقصر المانسترلي في منطقة الروضة.
وبعد دفع قيمة تذكرتين، إحداهما للدخول والأخرى للتصوير، تجوّلت “الرياضية” نحو ساعةٍ داخل المتحف، الذي تبلغ مساحته 250 مترًا تقريبًا، تحتضن القاعة الرئيسة، وقاعة المواد السمعية والبصرية، والمكتبة، وقاعة البانوراما.
وبخط رِقعةٍ، ليس مُحدّدًا صاحبه، يظهر مطلع أبيات “ليلة حب” للشاعر أحمد شفيق كامل، على ورقٍ من مكتب محمد عبد الوهاب، الملقب بـ “موسيقار الأجيال”، وملحن الأغنية.
وعلى أرضيةٍ من الحصى الصغير والرمال، توضَع النظارة الشمسية المطعّمة بالماس، التي اشتهرت أم كلثوم بارتدائها.
في ركنين آخرين، تتجاور فساتين كانت ترتديها خاصةً في الحفلات، وعدد من أحذيتها وحقائبها. وبين حذائين، توجد أداة صغيرة الحجم كُتِبَ تحتها “لبّيسة حذاء من الفضة”.
وفيما تتناثر أسطوانات، لتسجيلات غنائية، تحت أجهزة تشغيل قديمة، يحافظ صندوق عرض زجاجي على عود أم كلثوم الخشبي، الذي يجاوره إعلان عن حفلةٍ لها على “مسرح رمسيس” يلفِت إلى عزفها على العود.
ويعرض المبنى أوسمة ونياشين، حصلت أم كلثوم عليها، ووثائق أخرى، غير فنية، مثل جواز سفرها الدبلوماسي، الذي يشير إلى ولادتها عام 1908، وخطاب شكر تلقته من جمال عبد الناصر، رئيس مصر الأسبق، نظير تبرعها بـ 1000 جنيه مصري لتسليح جيش بلادها عام 1955.
وعلى بعض الجدران، تتداخل صور فوتوغرافية، شخصية وفنية، من مراحل مختلفة في حياة الراحلة، التي لُقِّبَت أيضًا بـ “السِت”. ووفق الموقع الإلكتروني لمحافظة القاهرة، افتُتِحَ المتحف عام 2001، بعدما جمعت لجنة، شكلتها وزارة الثقافة قبل ذلك بـ 3 أعوام، ما توصلت إليه من مقتنيات أم كلثوم، بالتنسيق مع ذويها ومحبيها وعبر السفر بين أنحاء مصر. وتشغّل إدارة المتحف أغاني الراحلة، خلفيةً موسيقيةً، طوال ساعات عملِه.