|


أحمد الحامد⁩
91 والقادم أجمل
2021-09-22
يحتفل الشعب السعودي اليوم باليوم الوطني 91. والسعوديون عندما يحتفلون بيومهم الوطني يدركون أنهم يحتفلون بوطن عظيم بكل ما لهذه الكلمة من آفاق وأعماق، ومن ينظر إلى تاريخ المملكة منذ 91 عامًا يجد بوضوح أن جميع السنوات هذه كانت سنوات بناء متسارع، ولم يتوقف التقدم والتطور عامًا واحدًا، لأن المملكة كانت دائمًا مستقرة واستثمرت في الإنسان وتطوير أسلوب حياته والعناية بتعليمه وصحته ورفاهيته، وابتعدت عن كل ما يعوق هذه التنمية أو يوقفها.
كنت وما زلت أعتقد أن القيادة الحكيمة نوع من أنواع الرزق الذي يرزقه الله لأهل البلد، وهو رزق كبير وعظيم لأنه يصنع الفارق في مستوى حياة الإنسان وسعادته وأمنه، وشعب المملكة رزقهم الله بهذه القيادة الخيّرة والمحبة والحريصة على تفاصيل أوضاع المواطنين والمقيمين.
ومنذ البداية وقبل عشرات السنين بنت آلاف المدارس حتى في أقسى التضاريس وعلى قمم الجبال، وأحضرت المعلمين من كل دول العالم منذ ذلك الوقت، وأقامت المستشفيات في أعماق الصحراء طالما يوجد المواطن هناك، وشقت الطرق إلى كل الاتجاهات في بلد مساحته مساحة قارة، وفرضت الأمن لكي يشعر الإنسان بالطمأنينة، كان واضحًا منذ البداية أن مهمة القيادة هي بناء بلد عظيم لإنسان يعيش بكرامة وينعم بخيرات بلده حتى تحقق الهدف.
لست ممن يحبون المقارنات لأن بعض المقارنات قد تسبب الألم، ولأن هذه المقارنات قد تكون مع من نحبهم ونود لهم أن يكونوا في أحسن حال، لكن بعض الدول العربية التي لا تنقصها الثروة المالية ولا القوة البشرية ورغم تاريخها إلا أنها دخلت في متاهات سوء قياداتها المتلاحقة، وراحت أجيال تلك الدول ضحايا لسوء إدارة قياداتهم. المملكة بفضل الله ثم قيادتها وإخلاص أبنائها صارت مثالاً حقيقيًّا لفضائل الاستقرار، ومعنى القيادة الحقيقية الحكيمة ومحبتها لشعبها ومحبة شعبها لها.
اليوم تعيش المملكة في أجمل حالاتها بسبب ما تراكم من بناء وما أنجز من أعمال كبيرة ومن تطور سريع في السنوات الماضية. قبل مدة قصيرة قرأت تقريرًا يقول إن 3 بالمئة من علماء العالم سيكون في العام 2030 من السعودية، وقد تعطي هذه النسبة لمحة عمّا بذلته القيادة طوال عشرات السنين وإلى ما وصل إليه السعوديون اليوم، كما أن القادم سيكون بإذن الله أجمل وأكثر إشراقًا، خصوصًا وأن رؤية 2030 تعتبر من أكبر التحولات في تنويع مصادر الدخل، ليس السعوديون فقط يحق لهم أن يفخروا بالمملكة بل كل محبيها من هذا العالم.
يبقى علينا دائمًا أن نتذكر الملك المؤسس رحمه الله، وندعو له بالرحمة لما له من فضل كبير عندما أسس بلدًا عظيمًا غاية قيادته هو سعادة مواطنيه. كل عام والمملكة قيادة وشعبًا بألف خير والقادم أجمل بإذن الله.