أشار العراقي الروائي وحيد غانم إلى أن استضافة السعودية للعراق كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب العام الجاري، مبادرة لمد جسور التواصل والتفاهم في المجالات المختلفة، وخطوة رائدة تعزز من ارتباط العراق بامتداده العربي الطبيعي، موضحاً أن الاستضافة تشمل نخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين ودور النشر العراقية.
وعن تأثير هذه المبادرة قال غانم: "إنها ستنعكس إيجاباً على المواطن العربي، والمثقف بصورة خاصة، بعيداً عن التنافس الدوغمائي ودوافع الربح والمكاسب الأخرى، خصوصاً أن أحداث الأعوام السابقة عصفت بالمؤسسات الثقافية وأربكت وجودية الكِتاب، والسعودية قادرة على إيجاد التوازن لهذه المجالات عبر استقرارها وتطورها المتسارع، والانفتاح الثقافي الذي تشهده، وامتلاكها الإمكانات والمقومات".
وفي نطاق التبادل المعرفي والتفاعلي، أكد غانم أن العلاقة الوطيدة ما بين جمهور البلدين تعود إلى عقود تاريخية ثقافية متأصلة، واستطرد: "يأتي وجود المثقف العراقي في السعودية لنسج خيوط الألفة مع الجمهور السعودي الذي يعد جمهوراً متذوقاً ومتنوع الاهتمامات، يتضمن أجيالاً شغوفة بالأدب والفكر، وهو أمر جيد لإعادة التعرف على الثقافة العراقية، التي بطبيعة الحال ليست غريبة عليه".
وأردف الروائي العراقي: "ستظهر ثمرة التعاون الثقافي بين البلدين في الأعوام المقبلة عبر خلاصات وإسهامات مشتركة في المجالات الأكاديمية والفردية، التي تخلق فرصاً لانبثاق مؤسسات ذات رؤى أوسع مع وجود مجالات متنوعة في حاجة لتطويرها، وتبادل الخبرات من خلالها، مثل المسرح والسينما والتشكيل والموسيقى ومشاريع النشر والآثار، خصوصاً أن البلدين يجمعهما تاريخ حضاري مشترك.
واستشهد غانم بالهجرة بين البلدين في قرون ماضية كان آخرها هجرة النجديين إلى البصرة حين استوطنوا الزبير، وأحدثوا تأثيراً اجتماعياً وثقافياً وتجارياً، غير أن الطراز العمراني حمل عبق رائحة نجد، ويحكي مرورهم في قضاء الزبير والبصرة عامة.
وفيما يخص تأثر إنتاج الكتب في العراق أشار إلى أن "الظروف العصيبة التي ألمّت بالبلد خلال العقود السابقة لعبت دوراً سلبياً، ورغم ذلك فإن حيوية الثقافة العراقية مستمرة، وهناك إنتاج كمي ونوعي من الروايات ودواوين الشعر والكتب في مجالات معرفية متنوعة غير المجلات الثقافية، الأمر الذي أنعش تجارة الكتب عبر دور النشر والمكتبات".
وفي ختام حديثه أكد وحيد غانم أن المبادرة السعودية في تسليط الضوء على ثراء الأدب العراقي وارتباطه الوثيق بهموم محيطه الخليجي والعربي، يعد دعماً غير مسبوق لدور النشر العراقية.