كل مَن يشعر بالوحدة ظالمٌ لنفسه، فلا وحدة بوجود الكتب، ولا فراغ بوجود كل هذا الكم من المؤلفات العربية والأجنبية المترجمة. أظن بأننا نعيش ربيع القراءة كما لم تعِشه الأجيال السابقة لسهولة توفر الكتب المطبوعة، والإلكترونية.
أحد الأصدقاء الذين عرَّفتني عليهم ملاعب الحواري لكرة القدم، كان يعاني من آلام في ظهره، أقعدته هذه الإصابة في البيت شهورًا من كل عام. يحكي أنه كان يعاني من الملل لطول بقائه في البيت، ثم امتدَّت يده إلى كتاب تراثي، لا يعرف كيف وصل إلى بيته، ويظن أن أحد إخوته مَن أحضره. كانت اللحظة التي امتدَّت يده إلى الكتاب اللحظة التي تغيَّرت فيها حياته للأبد، لأنه استمر يقرأ دون توقف طوال 20 عامًا. يقول: إنها سنوات عمره الحقيقية التي لم يهدر منها شيئًا. عندما التقيت هذا الصديق بعد انقطاع طويل، التقيت شخصًا يتَّقد فكرًا، ولا يشبه الشخص الذي كنت أعرفه، وعندما سألته عن الأشياء التي غيَّرتها القراءة في شخصيته، أجاب بما معناه: “بل قل ما الذي لم تغيِّره القراءة. لقد علَّمتني كيف أحب الناس حتى الذين لا يبادلونني المحبة، وجعلت من قلبي رقيقًا لدرجة اعتدت فيها على الدموع، وكأنها جزء لا يتجزأ من سطور الكتاب. علَّمتني الهدوء بعد أن كنت انفعاليًّا. لقد كشفت لي القراءة عن تطابق تشابهنا نحن البشر مهما اختلفت ألواننا، وابتعدت أماكننا. القراءة هي مَن علَّمتني ألَّا أستخدم إلا إنسانيتي في أي شي يعترضني، فلم يعد عندي أشخاصٌ أكرههم كما كنت في السابق، لأن القراءة استبدلت مشاعر الحقد بالحب. لقد أعادت القراءة تشكيلي من جديد”. ذكَّرتني كلمات صاحبي بعالم النفس الجرَّاح ووزير الإسكان الأمريكي السابق بنيامين بن كارسون، الذي كان يعاني في طفولته من التأخر الدراسي، لكنَّ والدته الذكية وجدت أن الحل الذي سينقذ ابنها موجودٌ في القراءة، فأطفأت شاشة التلفزيون، واستبدلتها بالكتب، وجعلت المصروف اليومي الذي كان يأخذه طفلها مقابل مزيد من القراءة، ولم يحتج بن كارسون إلى أكثر من القراءة اليومية ليتحول بعد مدة إلى الطالب الأكثر تفوقًا بين زملائه، ومن طفل متأخر دراسيًّا إلى مدير قسم جراحة مخ وأعصاب الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز، ولم يبلغ حينها سوى 33 عامًا. يقول الكاتب الإيطالي أومبرتو إكو: “مَن لا يقرأ يعيش حياة واحدة حتى لو اجتاز 70 عامًا، أما مَن يقرأ فيعيش خمسة آلاف عام. القراءة أبدية أزلية”. أما الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور، فيقول: “لم تمرَّ بي أبدًا أي محنة لم تخففها ساعة أقضيها في القراءة”.
أحد الأصدقاء الذين عرَّفتني عليهم ملاعب الحواري لكرة القدم، كان يعاني من آلام في ظهره، أقعدته هذه الإصابة في البيت شهورًا من كل عام. يحكي أنه كان يعاني من الملل لطول بقائه في البيت، ثم امتدَّت يده إلى كتاب تراثي، لا يعرف كيف وصل إلى بيته، ويظن أن أحد إخوته مَن أحضره. كانت اللحظة التي امتدَّت يده إلى الكتاب اللحظة التي تغيَّرت فيها حياته للأبد، لأنه استمر يقرأ دون توقف طوال 20 عامًا. يقول: إنها سنوات عمره الحقيقية التي لم يهدر منها شيئًا. عندما التقيت هذا الصديق بعد انقطاع طويل، التقيت شخصًا يتَّقد فكرًا، ولا يشبه الشخص الذي كنت أعرفه، وعندما سألته عن الأشياء التي غيَّرتها القراءة في شخصيته، أجاب بما معناه: “بل قل ما الذي لم تغيِّره القراءة. لقد علَّمتني كيف أحب الناس حتى الذين لا يبادلونني المحبة، وجعلت من قلبي رقيقًا لدرجة اعتدت فيها على الدموع، وكأنها جزء لا يتجزأ من سطور الكتاب. علَّمتني الهدوء بعد أن كنت انفعاليًّا. لقد كشفت لي القراءة عن تطابق تشابهنا نحن البشر مهما اختلفت ألواننا، وابتعدت أماكننا. القراءة هي مَن علَّمتني ألَّا أستخدم إلا إنسانيتي في أي شي يعترضني، فلم يعد عندي أشخاصٌ أكرههم كما كنت في السابق، لأن القراءة استبدلت مشاعر الحقد بالحب. لقد أعادت القراءة تشكيلي من جديد”. ذكَّرتني كلمات صاحبي بعالم النفس الجرَّاح ووزير الإسكان الأمريكي السابق بنيامين بن كارسون، الذي كان يعاني في طفولته من التأخر الدراسي، لكنَّ والدته الذكية وجدت أن الحل الذي سينقذ ابنها موجودٌ في القراءة، فأطفأت شاشة التلفزيون، واستبدلتها بالكتب، وجعلت المصروف اليومي الذي كان يأخذه طفلها مقابل مزيد من القراءة، ولم يحتج بن كارسون إلى أكثر من القراءة اليومية ليتحول بعد مدة إلى الطالب الأكثر تفوقًا بين زملائه، ومن طفل متأخر دراسيًّا إلى مدير قسم جراحة مخ وأعصاب الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز، ولم يبلغ حينها سوى 33 عامًا. يقول الكاتب الإيطالي أومبرتو إكو: “مَن لا يقرأ يعيش حياة واحدة حتى لو اجتاز 70 عامًا، أما مَن يقرأ فيعيش خمسة آلاف عام. القراءة أبدية أزلية”. أما الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور، فيقول: “لم تمرَّ بي أبدًا أي محنة لم تخففها ساعة أقضيها في القراءة”.