|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2021-09-30
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق “تويتر”. كنت أحيانًا أتساءل ما الذي تقوله العصافير في تغريدها، وهل تقول كلامًا بجمال ألحانها، أم تقول أحيانًا عتابًا، أو بكاءً، أو شتمًا؟ عمومًا نحن البشر عندما صرنا نغرد على تويتر مارسنا كل أصناف الكلام.
أُسعَد عندما أقرأ التغريدات المدهشة التي تجعلك لا تُعجب بكاتبها فقط، بل وتجد نفسك أيضًا تشكر جاك دورسي مبتكر تويتر، وفي أحيان أخرى تقرأ ما يطرح فكرة “طلاق تويتر بالثلاثة”! ومن العجب أن توصف بعض الكتابات السيئة والقاسية بالتغريدات، والأجدر ألَّا نسمِّي التغريدة السيئة بالتغريدة بل بأي وصف يليق بها احترامًا للبلابل.
أبدأ بأول تغريدة، واخترتها لإياد الحمود، وإياد كما هو معروف قنَّاص في اختياراته للموضوعات التي يترجمها، والترجمة اليوم سهلة، لكنَّ الشطارة تكمن في اختيار الموضوع الذي تترجمه. غرَّد إياد: “فنان دنماركي اتفق مع متحف للقيام بعمل فني، وطلب منهم قرضًا بـ 534000 كرونر، أي ما يعادل 315 ألف ريال، فأعطوه القرض. الفنان أرسل للمتحف العمل في صندوق، ففتحوه ووجدوه فارغًا تمامًا. إدارة المتحف طالبت الفنان بإعادة القرض، فأخبرهم بأن هذا عمل فني جديد اسمه خذ المال واهرب، لذلك أخذت أموالكم وهربت”. نتفق على أن هذا الفنان “حرامي”، لكنه ليس ذكيًّا مثل زميله، فقبله باع أحد الفنانين لوحة لا وجود لها إلا في خياله بمبلغ 18 ألف يورو، والمضحك أن أحدهم اشتراها منه بعد أن أخذ مقاساتها ليجد لها مكانًا مناسبًا في منزله! لا أدري إن كان المتحف يستطيع مقاضاة الفنان، فلا قواعد في عالم الرسم والابتكارات الفنية، وقد يعدُّ الصندوق الفارغ عملًا فنيًّا! تغريدة للشاعر عبد الله الرويلي بمجرد أن قرأتها، شعرت براحة نفسية، لأنني تأكدت من أن ما أعانيه ليس شيئًا غريبًا، وأن هناك في هذا العالم مَن هم مثلي: “كنت أول قبل النوم أتناقش مع نفسي، الحين تطورت الحالة، وأصبحت أتناقش مع أصدقائي”. خالد فلاتة غرَّد طالبًا نصيحةً عقارية، ومن فوائد الـ “سوشال ميديا” أن مَن يسأل يجد مَن يجيبه، وقد يعطيه أحدهم استشارةً مجانية، سيدفع ثمنها آلافًا لو أنه ذهب إلى مكتب استشاري: “أصحاب الخبرة بالعقار، لو أبغى أشتري عماره بحدود ثلاثة ملايين بمنطقة راقية، من وين أجيب الفلوس؟”. فهد غرَّد عن مراحل السلام النفسي، ولا أعلم إن كانت هناك مراحل ومسمَّيات علمية للسلام النفسي، ما أعرفه أن مصدر السلام النفسي هو الضمير، على ألَّا يكون ضميرًا نائمًا: “من مراحل السلام النفسي.. مرحلة اسمها ما أعرف.. ولا أبي أعرف”. فهد غرَّد ممازحًا، لأن ما وصفه لا يعدُّ من مراحل السلام النفسي، بل من مراحل الهروب من الواقع والمسؤولية. أخيرًا اخترت ما غرَّد به “بو عدنان” عن صفة الزوجة “السنعة”، والمقصود بـ “السنعة” أي صاحبة الصفات الرائعة في حسن التدبير والكلام: “الزوجة السنعة هي اللي تخلي زوجها يكلم نفسه مو يكلم بنات”.