دون مقدمات، أو سابق إنذار، تعطَّلت مواقع التواصل الاجتماعي فجأةً، والسبب مجهولٌ، لكنَّ المعلوم أن البشرية أثبتت أنها أدرجتها مع الماء والهواء والغذاء وقد تتصدرها.
كعادة مجتمعنا، بل والعالم أجمع، تعاملوا مع الأزمة التقنية بسخرية، ومَن لم تصله “خفة دم” البشرية مع “انقطاع الست ساعات”، ليتابع برنامج “تفاعلكم” مع سارة دندراوي عبر قناة “العربية”، حيث رصدت “كوميديا العالم” حول هذا الموقف، في الوقت الذي كان فيه الشاب زوكربيرج يئنُّ حزنًا لخسارته ستة مليارات دولار من ثروته، فيما قُدِّرت خسائر “فيسبوك” في فترة الانقطاع
بـ 60 مليون دولار، ولم يقتصر الأمر على ما ذكرت فحسب.
وبعيدًا عن الكوميديا، شدَّتني رسالةٌ ذكية من شركة المياه الوطنية، لم ترسلها عبر تطبيق “واتساب”، بل جاءت “نصِّيةً”. توقَّعت بأن الماء انقطع أيضًا، أو أنها تذكيرٌ بتسديد الفاتورة، لكن جاء فيها: “حياتنا تأثرت بانقطاع الواتساب لكن عايشين، بس هل نقدر نكمل لو انقطعت الميا؟! خلونا نحافظ عليها بترشيد استخدامها من خلال خدمة وضع الحد الاستهلاكي”.
هنا بيت القصيد. رسائل عدة مشابهة، ابتعدت عن الكوميديا، لا نبالي بها كثيرًا، ولا تحظى بعدد كبير من “اللايكات”، أو “الريتويت”، لكن في مضمونها الواقعُ المرير، إذ تكشف لنا مدى تعلُّقنا بوسائل التواصل الأجتماعي، وكأن مشرف القروب الأب الروحي لنا، والـ “واتساب” طوق النجاة، على الرغم من أن عظماء وأساطير عاشوا معنا في الكرة الأرضية، وفكروا، واخترعوا، وأبدعوا، وخلَّدوا أسماءهم، لكنهم لم يمسكوا أي جهاز لوحي، والـ “واتساب” بالنسبة إليهم “تحية” وليس “تطبيقًا”.
الخروج من التجارب القاسية يمنح الشخص قوةً في مواجهة الصعاب، فيعرف مكامن الخلل، ويسدُّ ثغرات النقص، كما واجهنا على مدار عام ونصف العام جائحة كورونا، وخرجنا منها أكثر وعيًا وقربًا من عائلاتنا، ومعرفةً بأوطاننا، وغيَّبنا سلوكيات سيئة، وأصبحنا أذكياء في التعامل مع الأمور المحيطة بنا، باختصار. أمسينا أقوى وأكثر حنكةً.
مع انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي، عادت “العتمة”، ودخلنا في “حجر” جديد، لكن هذه المرة أبداننا متحررة، وعقلونا أسيرة، فعاد الشلل ليصيب العالم.
استوقفتني تغريدة العزيز حمد القاضي، الذي كتب: “يا الله.. ماذا فعلت بنا التقنية؟”، كيف صارت المصرِّفة لأعمالنا وعلاقاتنا وحتى “وناستنا”، قرابة ثلاث ساعات على صمت الواتساب ونظرائه، تعطَّلت كثيرٌ من الأعمال والأخبار و”علوم ها الدنيا”. أزعم بأننا سنستريح، لو كان يومًا في الأسبوع لا يتم فيه سوى المكالمات والرسائل بدلًا من “دوخة الرأس” بـ 24 ساعة”.
أذهب كثيرًا مع مقترح الأديب والإعلامي الخبير، نعم نحن نحتاج إلى البحث عن بدائل لنمارس حياتنا بعيدًا عن بقائنا أسرى لوسائل التواصل، فهذه الأزمة يجب ألَّا تمرَّ مرور الكرام.
متأكدٌ من أنه في ساعات انقطاع وسائل التواصل، خفَّت الحوادث المرورية، وكثرت الاتصالات والسؤال عن الأحبة والأعداء، وتحرَّرت بعض العقول لساعات قصيرة، وفكروا فيما ينفعهم، فوقتنا أصبح ملكًا لنا وليس لوسائل التواصل.
ما حدث أيضًا يمنح وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة من الشركات والأفراد الفرصة للخروج بتطبيق خاص بنا على غرار الـ “واتساب”، وأعتقد أنهم قادرون على ذلك في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الجهات الحكومية، ومد يد العون لكل فكرة جاذبة لتحويلها إلى واقع.
كعادة مجتمعنا، بل والعالم أجمع، تعاملوا مع الأزمة التقنية بسخرية، ومَن لم تصله “خفة دم” البشرية مع “انقطاع الست ساعات”، ليتابع برنامج “تفاعلكم” مع سارة دندراوي عبر قناة “العربية”، حيث رصدت “كوميديا العالم” حول هذا الموقف، في الوقت الذي كان فيه الشاب زوكربيرج يئنُّ حزنًا لخسارته ستة مليارات دولار من ثروته، فيما قُدِّرت خسائر “فيسبوك” في فترة الانقطاع
بـ 60 مليون دولار، ولم يقتصر الأمر على ما ذكرت فحسب.
وبعيدًا عن الكوميديا، شدَّتني رسالةٌ ذكية من شركة المياه الوطنية، لم ترسلها عبر تطبيق “واتساب”، بل جاءت “نصِّيةً”. توقَّعت بأن الماء انقطع أيضًا، أو أنها تذكيرٌ بتسديد الفاتورة، لكن جاء فيها: “حياتنا تأثرت بانقطاع الواتساب لكن عايشين، بس هل نقدر نكمل لو انقطعت الميا؟! خلونا نحافظ عليها بترشيد استخدامها من خلال خدمة وضع الحد الاستهلاكي”.
هنا بيت القصيد. رسائل عدة مشابهة، ابتعدت عن الكوميديا، لا نبالي بها كثيرًا، ولا تحظى بعدد كبير من “اللايكات”، أو “الريتويت”، لكن في مضمونها الواقعُ المرير، إذ تكشف لنا مدى تعلُّقنا بوسائل التواصل الأجتماعي، وكأن مشرف القروب الأب الروحي لنا، والـ “واتساب” طوق النجاة، على الرغم من أن عظماء وأساطير عاشوا معنا في الكرة الأرضية، وفكروا، واخترعوا، وأبدعوا، وخلَّدوا أسماءهم، لكنهم لم يمسكوا أي جهاز لوحي، والـ “واتساب” بالنسبة إليهم “تحية” وليس “تطبيقًا”.
الخروج من التجارب القاسية يمنح الشخص قوةً في مواجهة الصعاب، فيعرف مكامن الخلل، ويسدُّ ثغرات النقص، كما واجهنا على مدار عام ونصف العام جائحة كورونا، وخرجنا منها أكثر وعيًا وقربًا من عائلاتنا، ومعرفةً بأوطاننا، وغيَّبنا سلوكيات سيئة، وأصبحنا أذكياء في التعامل مع الأمور المحيطة بنا، باختصار. أمسينا أقوى وأكثر حنكةً.
مع انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي، عادت “العتمة”، ودخلنا في “حجر” جديد، لكن هذه المرة أبداننا متحررة، وعقلونا أسيرة، فعاد الشلل ليصيب العالم.
استوقفتني تغريدة العزيز حمد القاضي، الذي كتب: “يا الله.. ماذا فعلت بنا التقنية؟”، كيف صارت المصرِّفة لأعمالنا وعلاقاتنا وحتى “وناستنا”، قرابة ثلاث ساعات على صمت الواتساب ونظرائه، تعطَّلت كثيرٌ من الأعمال والأخبار و”علوم ها الدنيا”. أزعم بأننا سنستريح، لو كان يومًا في الأسبوع لا يتم فيه سوى المكالمات والرسائل بدلًا من “دوخة الرأس” بـ 24 ساعة”.
أذهب كثيرًا مع مقترح الأديب والإعلامي الخبير، نعم نحن نحتاج إلى البحث عن بدائل لنمارس حياتنا بعيدًا عن بقائنا أسرى لوسائل التواصل، فهذه الأزمة يجب ألَّا تمرَّ مرور الكرام.
متأكدٌ من أنه في ساعات انقطاع وسائل التواصل، خفَّت الحوادث المرورية، وكثرت الاتصالات والسؤال عن الأحبة والأعداء، وتحرَّرت بعض العقول لساعات قصيرة، وفكروا فيما ينفعهم، فوقتنا أصبح ملكًا لنا وليس لوسائل التواصل.
ما حدث أيضًا يمنح وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة من الشركات والأفراد الفرصة للخروج بتطبيق خاص بنا على غرار الـ “واتساب”، وأعتقد أنهم قادرون على ذلك في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الجهات الحكومية، ومد يد العون لكل فكرة جاذبة لتحويلها إلى واقع.