كل ما قيل عن حظوظ المنتخب السعودي بأنه الأكثر ترشيحًا للفوز بنقاط اليابان في حقيقته نوع من دغدغة المشاعر والعواطف لا أقل ولا أكثر.
فهناك من استند تفاؤله المفرط على أن المنتخب الياباني ليس بتلك القوة الضاربة التي كان عليها قبل فترة، وهناك من قدم قائمة مباريات المنتخب السعودي وأنه لا يخسر في ملعب الجوهرة بعد أن خاض عشر مباريات، كسب سبع وتعادل ثلاث، أو حتى من قال إن شهر أكتوبر فأل حسن على الأخضر وإنه أفضل الشهور على مستوى الانتصارات.
تلك التوطئة لا تعني الإحباط أو التشاؤم، ولكنها كرة القدم وواقعها المحفوف بالمخاطر، فهي لا تعترف بالمعادلات ولا تستهويها القياسات والمؤشرات، وغالبًا هي مزيج من الإتقان والجهد والتنظيم والإمكانيات والحظ، وإن كانت تلك الأمور تؤخذ كنوع من التحفيز، لكن حقيقتها خادعة، وكثير من الأمثلة من المباريات شاهدة، وحتى وان كانت اليابان كما قيل لم تكشر عن أنيابها في المباراتين أمام عمان والصين، إلا أنها ما زالت بقوتها وعنفوانها، وقد سبق أن فعلتها في تصفيات كأس عالم سابقة بخسارتها في البداية وتأهلت في النهاية.
المنتخب الأخضر رغم نتائجه الإيجابية في مشواره الأول إلا أن هناك حالة من التوجس والحذر من المتابعين، وقد يكون له ما يبرره، فهناك مراكز حساسة ما زالت تؤرق المراقبين، وهناك أسماء لا يملك المنتخب لها بديلًا، لكن مع ذلك هناك من يرى نصف الكوب الممتلئ في الحضور الإيجابي للمجموعة والروح العالية والقدرة التدريبية للفرنسي هيرفي في صهر فريقه دون ظهور ندبات تعكر صفو مسيرته، وفوق هذا الدعم الجماهيري الذي بالتأكيد لا يتطلب دقيقة صمت فقد أصبح ملعب الجوهرة سمة مميزة لتفاعل مشجعيه بصورة تدعو للإعجاب، لذا يمكن اعتبار لقاء الليلة هو الاختبار الحقيقي للمدرب رينارد ولاعبيه، وردًا على بعض الانتقادات التي ترى أن هناك ثقوبًا لم يتم رتقها في بعض الخطوط، لكن في الوقت نفسه لدينا مفاتيح للفوز وخاصة الأطراف الدفاعية والهجومية إذا أحسنوا التوازن، فإن رفع الرصيد النقطي سيكون من نصيبنا وبالتالي فإن الجوانب الإيجابية التي يتركها الفوز لا تحصى، سواء على الأوساط الرياضية أو على مسار الترتيب النقطي أو حتى مصير المباريات المقبلة، فالأخضر سيواجه الصين الثلاثاء المقبل بمعنويات مرتفعة في نفس الملعب، واليابان سيستضيف الكنغر الأسترالي في مباراة تصادمية كون نتيجتها القادمة لمصلحتنا في كلتا الحالتين.