|


أحمد الحامد⁩
مسألة وقت
2021-10-16
إذا ما نضجت تجارب الإنسان، وزادت مفهوميته، وجد أن ذلك كان على حساب عمره، الذي قضى ثلثيه يخطئ ويتعلم، نكتشف لاحقًا، وفيما تبقى من العمر، أن الحب هو العطاء، الذي لا ننتظر مقابلًا له، وأن الإخلاص الصافي لا يتحقق في موقف أو مواقف عدة، بل في كونه منهجًا لا يحاد عنه.
نكتشف أن الصداقة الحقيقية ليست في مدة الأوقات، التي نقضيها مع من نرتاح بجانبه، بل في مدى صدقنا ووضوحنا، وأن نكون مستعدين وراضين بأن “نشيل الشيلة” بحلوها ومرها، وأن السعادة في المشاعر لا في المظاهر.
في الشباب لم أكن من المهتمين بالنصائح، التي كنت أستمع إليها من أصحاب التجارب المتقدمين في السن، كنت مقتنعًا بأن تجاربي ستكون مختلفة، وقد كانت، لكنني توصلت إلى ما نصحوني به ولم أتقبله، لذلك أقول إن مرحلة الشباب مرحلة قوة، لكنها مرحلة حماقات أيضًا، باستثناء الأشخاص، الذين حاربوا اندفاعاتهم بالهدوء والصبر. قبل أيام، وبرفقة أحد الأصدقاء، مارست هوايتي في طرح الأسئلة: ما الذي ستغيره لو عاد بك الزمن؟ وجدت مشتركات في إجابته: لو عاد بي الزمن لأعطيت القراءة نصف وقت الفترات، التي استمعت فيها إلى الأغاني والموسيقى، وأعطيت الرياضة نصف الأوقات، التي بقيت فيها جالسًا مع الأصحاب، وأعطيت هواياتي ومواهبي حقهما من الوقت. توصلنا إلى أن أنجح الأشخاص أكثرهم نجاحًا في إدارة وقتهم. بقدر ما يشعر من تقدم بهم العمر بأن الزمن مضى سريعًا بقدر ما كان هناك وقت طويل، هذا الوقت هو الذي عاشه شخصان، أحدهما أداره بحكمة، وآخر أضاعه.
تغريدة لهاشم الجحدلي: ما أصدق بوب مارلي حين تجلى ذات غناء قائلًا:
تقول إنك تحب المطر
لكنك تستخدم مظلة لتمشي تحتها
أنت تقول إنك تحب الشمس
لكنك تبحث عن ملجأ عندما تشرق
أنت تقول إنك تحب الريح، ولكنك عندما تأتي تغلق نوافذك
لهذا السبب أشعر بالخوف عندما تقول إنك تحبني.