|


شاكر الذيابي
القوة الناعمة في نيوكاسل
2021-10-18
سيطر اسم المملكة العربية السعودية خلال الأسبوعين الماضيين على واجهات الصحف العالمية ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل الشهير شمالي إنجلترا.
كما أفردت وسائل الإعلام العالمية مساحاتها للنقاش عن الصفقة وصعود اسم المملكة في السنوات الأخيرة، لتنافس على المشهد الدولي من خلال الانفتاح على العالم في مجالات الرياضة والسياحة والثقافة والتعليم وغيرها من مجالات الدبلوماسية العامة.
تطرقت في مقال سابق هنا عن “الاقتصاد الرياضي” كمفهوم وممارسة وعوامل نجاح وأشرت إلى الخطوات الجادة التي بادرت بها المملكة على مستوى تنظيم الفعاليات الرياضية مثل رالي داكار وسباقات الفورمولا وبطولات كرة القدم والسوبر الإيطالي والإسباني ومنافسات الألعاب المختلفة، والتي انعكست بشكل إيجابي ليس على مستوى رفع جودة الأداء والجودة والاحتكاك والممارسة في المنظومة الرياضية الداخلية فحسب، بل أيضًا على تحسين وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة لدى المجتمعات ووسائل الإعلام حول العالم.
إن الدعم والاهتمام الذي يحظى به القطاع الرياضي اليوم في المملكة سيؤدي دون أدنى شك إلى تطوير كل مكونات القطاع ومنها وسائل الإعلام والنقل التلفزيوني وإدارة الفعاليات الدولية وتطوير رأس المال البشري في اللجان والاتحادات الرياضية، لا سيما بوجود إدارة رياضية شابة ومؤهلة وشغوفة يقف على رأسها الأمير عبد العزيز بن تركي.
لم تأتِ صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نيوكاسل من فراغ، بل إنها راعت الأبعاد التاريخية العريقة والجماهيرية للنادي، إذ يعتبر من أعرق الأندية في المملكة المتحدة ويحظى بمتابعة واهتمام المجتمع والإعلام البريطاني والعالمي. وقد تابع العالم مظاهر احتفالات المجتمع المحلي البريطاني بوجه عام ومجتمع مشجعي وسكان مدينة نيوكاسل بوجه خاص وكانت أكبر دليل على نجاح سيطرة القوة السعودية الناعمة والتفاعل معها، وعبّر الناس هناك عن مشاعرهم وتأييدهم لهذه الصفقة من خلال مظاهر متنوعة منها تقليد الزي السعودي والخروج به في الشوارع والأماكن العامة وإظهار البهجة بكل أنواعها وتوثيق كل هذه اللحظات والمشاعر والتي كانت بمثابة أكبر رد على المشككين والمزيفين من بعض وسائل الإعلام البريطانية ومن يعملون بها بدوافع ليست إعلامية.
لقد أثبتت الدبلوماسية الرياضية السعودية بأنها أحد أهم مصادر القوة الناعمة للمملكة بجانب مصادر القوى الناعمة الأخرى، لتؤكد المملكة يومًا بعد يوم بأنها تسير بخطى واثقة وطموحة وفق سياسة حكيمة تفرض على الجميع الوقوف أمامها احترامًا وتقديرًا.