|




عبد العزيز الزامل
السعي للغفران.. فيلم «المذنب»
2021-10-19
لا أستطيع أن أتذكر متى كانت آخر مرة شاهدت فيها فيلمًا أمريكيًا مقتبسًا من فيلم بلد آخر ونجح الفيلم الثاني “الجديد” أكثر من الفيلم الأول.
في هذه المرة نتحدث عن الفيلم الذي صدر مؤخرًا على منصة نتفليكس، فيلم من بطولة الممثل جيك جيلنهال، هذا الممثل الذي لطالما أبدع بالكثير من الأفلام في مختلف التصنيفات وخصوصًا الدرامي منها.
ممثل عمل على أعمال كثيرة كبيرة مثل فيلم الأعسر الدرامي الرياضي والصادر في سنة 2015، أو فيلم المتسلل ليلًا ذو تصنيف الإثارة والدراما أو فيلم السجناء والصادر في سنة 2013.. كل هذه الأفلام أثبت بها الممثل أنه أهلًا ليكون بطلًا لأفلام تعتمد عليه وحده كشخصية رئيسة.
وهذا بالفعل ما حصل في فيلم “المذنب” والصادر مؤخرًا من نتفليكس. هذا الفيلم يحمل ذات العنوان لفيلم آخر صدر في عام 2018 وهو فيلم دنماركي.
القصة تتحدث عن رجل يعمل في خدمة الطوارئ “911”، هذا الرجل هو بالواقع شرطي في أرض الميدان ولكنه عوقب لسبب نجهله بأن يكون عاملًا في التواصل الخاص بالطوارئ وتبليغ شرطة الميدان عنها لمسارعة الإنقاذ.
ما بين اتصال وآخر كلها مملة، يرد على اتصال لامرأة تبكي بصوت منخفض وتكلمه وكأنه ابنتها ليكتشف بعد ذلك أنها مخطوفة وتحاول أن تطلب النجدة. الآن الممثل جيك في هذا الفيلم سعى لإنقاذها وسط ضوضاء عالية في المنطقة حيث يحدث حريق في غابات يشوش عليه فرصة إيجاد هذه المرأة.
الإثارة عالية في هذا العمل.. أو على الأقل بالنسبة لي في نسخته الأصلية التي تميزت بأجواء مظلمة، جادة، وقاسية، وكذلك تنتزع الغموض فيها مرة بعد الأخرى.. أما في هذه النسخة من الفيلم فأجد أن المميز فيه يقبع فقط في تمثيل الممثل الرئيس.. حيث استطاع الممثل جيك أن يجعلني أتعاطف معه في آخر الفيلم وأكرهه في أوله، وهذا بالضبط ما يحتاجه الممثل ليكون على تواصل مع المشاهدة.
أخيرًا وبعد مشاهدة العمل بالنسختين أستطيع القول بأن أغلب من سيتابع العمل في نسخته الجديدة الخاصة بنتفليكس سيجد أن الفيلم “لطيف” وربما “عادي”، ولكني أنصح بقوة أن كل من يحب الإثارة والغموض بأن يتابع الفيلم بنسخته الدنماركية لأنها هي التجسيد الحقيقي لما يجب أن تكون عليه أفلام الإثارة ذات تصوير المكان الواحد.