|


محمد المسحل
استحقاقاتنا ومديرو المشاريع
2021-10-30
في زاويتي هذه، تطرقت قبل أسبوعين لموضوع “مدير المشروع” الذي يجب أن يكون موجودًا للتخطيط لكل استحقاق رياضي قادم، وخصوصًا الاستحقاقات في زاويتي هذه، تطرقت قبل أسبوعين لموضوع “مدير المشروع”، الذي يجب أن يكون موجودًا للتخطيط لكل استحقاق رياضي قادم، وخصوصًا الاستحقاقات الرئيسية مثل الأولمبيادات والدورات المجمعة العالمية والقارية والإقليمية بمختلف أنواعها، ومسابقات كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأخرى التي تهمنا، سواءً للكبار أو للفئات الأصغر.
هناك دول تخطط قبل 20 سنة وأخرى من 16 أو 12 أو 8 أو حتى 4 سنوات، وذلك ليكون لها أولاً حضور محترم في هذه الاستحقاقات، وثانيًا لتحقق أهدافها التي جاءت من أجلها لهذه الاستحقاقات. وطبعًا، كلما كان التخطيط مبكرًا، كلما أصبح من الضروري أن تكون اللجنة الأولمبية واتحاداتها الرياضية على مستوى من المهنية يمكنها مما يلي:
ـ وجود استراتيجيات واضحة للاتحادات للاهتمام بالفئات السنية والبراعم الصغار، لاكتشاف المواهب من مختلف الشرائح العمرية وصقلها، وفرزها عمريًّا بحيث يكون متوسط عمر كل مجموعة من مجموعاتهم، مخصصة للمشاركة في دورة معينة، تُرسم لهم على أنها هدفهم الأهم. مثل أن يكون لأحد الاتحادات الرياضية برنامجًا للبراعم للأعمار 13 و14 و15 عامًا، بحيث يكون متوسط عمر هذه المواهب 25 سنة في عام 2032م!، وبالتالي يكون هدفهم الأول والأهم هو المشاركة في دورة أولمبياد أستراليا “على سبيل المثال”، ويكون هذا لجميع الاتحادات التي ترى أنها تستطيع تجهيز فريق قوي ومميز لهذا الاستخفاف. وبالتالي يكون برنامج إعداد هذه المواهب مدته 11 سنة متواصلة يتخللها الكثير من الصقل والاستبدال والتطعيم إلخ. ويمكن طبعًا تجهيز نفس الاستراتيجية للاستحقاقات الأخرى المهمة بشكل متواتر ومتواصل، حيث إن بعض هذه المواهب سيكون عاملاً مشتركًا في أكثر من مشروع.
ـ وجود آلية عمل إدارية وفنية ومالية ولوجستية في اللجنة الأولمبية، تقوم بمتابعة ومراقبة هذه الاستراتيجيات من ناحية الجدوى والجداول والميزانيات وغير ذلك، وتعيين “مدير مشروع” لمتابعة كل مشروع/ استحقاق من هذه الاستحقاقات، مع جميع الاتحادات المعنية التي تسمح لها الجدوى الفنية أن تشارك في هذا الاستحقاق أو غيره، ورفع التقارير اللازمة عنها، وعقد اجتماعات مستمرة مع مسؤولي هذه الاتحادات، حيث سيكون هذا العمل “المشروع” كافيًا ليكون شغله الشاغل طيلة العام.
بدون تخطيط ومتابعة، لا يمكننا أن نصل لمستوى الدول التي سبقتنا لمنصات التتويج الأولمبية والعالمية.
موعدنا الأسبوع القادم بإذن الله.