|


محمد الغامدي
علة النصر في إدريس.. شيلوه
2021-11-12
قائمة طويلة من الأسماء التي طالتها مطالب الجمهور النصراوي بالاستقالة بدءًا من الرئيس، مرورًا بأعضاء مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، أو اللاعبين سواء أجانب أو سعوديين، بل وصل حال البعض إلى المطالبة بابتعاد بعض الأعضاء الذهبيين، وكأن محبيه أرادوا تفريغ النادي من محبيه وداعميه لمجرد هزيمة أو هبوط مستوى أو حتى خطأ فني أو إداري.
الحقيقة هناك من يريد فقط أن ينتصر لرأيه، ويعتقد أنه الحق، وأن تلك المطالبات هي من تنقذ النصر وتعيده إلى جادة الطريق، وإن لم يحصل تحقيق ذلك فسيواصل هجومه وانتقاده الذي لا ينتهي، وهؤلاء لن ينصلح حالهم مهما فعلت أو قدمت، لأنهم اعتادوا على السير في خط مخالف، كما أن هناك من يكرر مطالبات الغير ويعيدها بطريقة وبأخرى، ليجد لنفسه مكانًا أو موقعًا وأنه صاحب رأي وحل، اللهم أنه يكتب أو يغرد ليقول ها أنا ذا، وبالمقابل هناك آراء مستقلة تتسم بالعقلانية والهدوء دون تشنج أو انفعال أو شخصنة، وبالإمكان الاستفادة منها وهم للأسف القلة التي ذهب رأيها وانغمر وسط الكم الهائل من أصحاب الأصوات العالية والآراء الانفعالية، ولو عدنا بالذاكرة قليلًا لوجدنا أن الحالة النصراوية لا تنفصل عن بقية الفرق الجماهيرية التي تعرضت لتك الهزات سواء في القرار الإداري أو الأداء الفني.
لا شك أن هناك أخطاء إدارية وفنية أوجدت تلك الحالة، لكن ليس من المعقول هدم كل المكتسبات وإقصاء كل منتسب للنادي، وكأنها عودة للمربع الأول لمجرد خسارة أو خروج الفريق من بطولة، فالفريق يضم نخبة من اللاعبين التي يتمناها أي نادٍ، والإدارة قادرة على العودة وتصحيح الأخطاء وإدارة الأزمة بمزيد من الهدوء ومعالجة مكامن الخلل، لكن بمثل تلك الانفعالات والتشتت الجماهيري والطاقة السلبية فإن ضبط الأمور والمعالجة قد تتأخر، وهو ليس في صالح جماهيره التي أصبحت ولأول مرة تنافس بعضها على التأليب والإثارة والتحريض والتهييج، بعد أن كانت المحفز والدافع والقوة التي تعيد نصرها لمكانه الطبيعي، أما أن تستمر تلك العاصفة الهوجاء في كل شاردة وواردة، ومطالبة كل من ينتمي للنصر بالابتعاد فهو مؤشر خطير، فالجميع لم يسلم من تلك الأصوات والتغريدات المسيئة والمخجلة، وأرجو ألا يأتي يوم ويطالب أحدهم بإبعاد مسؤول ملابس الفريق إدريس، بحجة أنه علة النصر وأنه المتسبب بالخسائر وهبوط مستوى الفريق.