احتجت مبلغًا من المال لغرض ما، فذهبت إلى صديقي المقرب، أُخوَّةٌ تجاوزت العشرين عامًا، ومواقف متعددة تبادلنا فيها الوفاء والمشاعر الحقيقية، ولولا معرفتي حينها بأنه (مبحبح) وجيبه منتفخ لما ذهبت إليه طالبًا أن يقرضني المبلغ الذي لم يكن صغيرًا، عندما فاتحته بالموضوع وسمع الرقم تاهت عيناه عدة ثوان، بل تاه كله وأنزل كوب القهوة الذي كان قبل ثوان يشرب منه بكل هناء، ابتسمت وأنا أنظر إليه..
سألني عن حاجتي للمبلغ وعندما أجبته وبأنني سأعيده بعد ستة أشهر صمت وراح في حسابات مع نفسه، فتابعت ابتسامتي وأنا أنظر إليه بكامل البلاهة المتعمدة، قطع صديقي الصمت قائلًا: المبلغ كبير لكنه موجود ولن أحتاجه في المدة القريبة، وأنت تحديدًا لا أستطيع ردك، لأنني إن لم أقرضك إياه فسأتذكر هذا الموقف طويلًا وسأشعر بأنني خذلتك، وهذا ما لا أريد أن أكون عليه، لكن لي شرطًا واحدًا، وهو أن تقوم الآن وتقبل يدي قبلة واضحة وصريحة! ضحكت نصف ضحكة.. لكنه نظر إليّ بجدية وقال: هذا الشرط الوحيد.. وأكمل جديته، ولأنه صديق عمر وأحفظ تفاصيله، كنت متأكدًا بأنه كان يعني ما قاله، ويريدني فعلًا أن أقبل يده مقابل أن يقرضني المبلغ الكبير، ولكي أتأكد أكثر سألته: هل أنت جاد في ما تقول؟ قال دون تردد: نعم. احتجت عدة ثوان لكي أتفهم هذا التغيّر الحاصل الذي أوصله لهذا الشرط الغريب؟ قلت له أنت بالنسبة لي أخ أكبر ولا حرج عندي من أن أقبّل يد أخي الأكبر احترامًا ومحبة ولكن ليس من أجل المال، لكنني أسألك عن سبب شرطك الغريب هذا؟ قال: ستقبل الآن يدي لكي أعطيك المبلغ الكبير، أما أنا فسأضطر بعد ستة أشهر لتقبيل قدمك لكي تعيده لي!. ضحكت وضحك معي، أعدت المبلغ بعد ثلاثة أشهر، أما يده فلم أقبلها، لكنني فعلت بعد سنوات، عندما فرقتنا الأيام ثم جمعتنا صداقتنا.
قبل أيام روى لي أحد الأصدقاء حكايته مع القلق الذي تحول إلى وسوسة، قال بأنها تكبر وتتمدد إذا لم يوضع لها حدًا وحلًا، عانى سنوات مع عقله الذي لا يتوقف عن تضخيم أصغر الأشياء، ويجعل من الأوهام تبدو كحقيقة، حاول أن يخفي ما يعانيه، لكن تساؤلاته لمن حوله أظهرت حالته بوضوح، كان لا يتخذ قرارًا، وهذا ما أبقاه ساكنًا، لم يزر طبيبًا نفسيًا، لكنه وعن طريق الصدفة قرأ لديل كارنيجي ما جعله يودع القلق (إن نصف القلق الموجود في العالم هو بسبب أناس يحاولون اتخاذ قرارات قبل أن يكون لديهم المعلومات الكافية لاتخاذها).
سألني عن حاجتي للمبلغ وعندما أجبته وبأنني سأعيده بعد ستة أشهر صمت وراح في حسابات مع نفسه، فتابعت ابتسامتي وأنا أنظر إليه بكامل البلاهة المتعمدة، قطع صديقي الصمت قائلًا: المبلغ كبير لكنه موجود ولن أحتاجه في المدة القريبة، وأنت تحديدًا لا أستطيع ردك، لأنني إن لم أقرضك إياه فسأتذكر هذا الموقف طويلًا وسأشعر بأنني خذلتك، وهذا ما لا أريد أن أكون عليه، لكن لي شرطًا واحدًا، وهو أن تقوم الآن وتقبل يدي قبلة واضحة وصريحة! ضحكت نصف ضحكة.. لكنه نظر إليّ بجدية وقال: هذا الشرط الوحيد.. وأكمل جديته، ولأنه صديق عمر وأحفظ تفاصيله، كنت متأكدًا بأنه كان يعني ما قاله، ويريدني فعلًا أن أقبل يده مقابل أن يقرضني المبلغ الكبير، ولكي أتأكد أكثر سألته: هل أنت جاد في ما تقول؟ قال دون تردد: نعم. احتجت عدة ثوان لكي أتفهم هذا التغيّر الحاصل الذي أوصله لهذا الشرط الغريب؟ قلت له أنت بالنسبة لي أخ أكبر ولا حرج عندي من أن أقبّل يد أخي الأكبر احترامًا ومحبة ولكن ليس من أجل المال، لكنني أسألك عن سبب شرطك الغريب هذا؟ قال: ستقبل الآن يدي لكي أعطيك المبلغ الكبير، أما أنا فسأضطر بعد ستة أشهر لتقبيل قدمك لكي تعيده لي!. ضحكت وضحك معي، أعدت المبلغ بعد ثلاثة أشهر، أما يده فلم أقبلها، لكنني فعلت بعد سنوات، عندما فرقتنا الأيام ثم جمعتنا صداقتنا.
قبل أيام روى لي أحد الأصدقاء حكايته مع القلق الذي تحول إلى وسوسة، قال بأنها تكبر وتتمدد إذا لم يوضع لها حدًا وحلًا، عانى سنوات مع عقله الذي لا يتوقف عن تضخيم أصغر الأشياء، ويجعل من الأوهام تبدو كحقيقة، حاول أن يخفي ما يعانيه، لكن تساؤلاته لمن حوله أظهرت حالته بوضوح، كان لا يتخذ قرارًا، وهذا ما أبقاه ساكنًا، لم يزر طبيبًا نفسيًا، لكنه وعن طريق الصدفة قرأ لديل كارنيجي ما جعله يودع القلق (إن نصف القلق الموجود في العالم هو بسبب أناس يحاولون اتخاذ قرارات قبل أن يكون لديهم المعلومات الكافية لاتخاذها).