|


محمد المسحل
التخصيص.. ثم مهد 2/2
2021-11-13
تحدثت في المقال السابق عن آلية تخصيص أندية كرة القدم (كمثال يمكن استنساخه لباقي الرياضات)، بحيث يتم البدء من ترخيص الأندية الخاصة (ودعمها) بدايةً من الدرجة الرابعة، مع وضع خطة لتسويق أندية الدرجة الرابعة المملوكة حاليًا من الدولة للقطاع الخاص (بشروط وحيثيات معينة)، وشرحت التفاصيل والأسباب. وهذا بنظري سيؤدي لزيادة عدد الأندية، وبالتالي ازدهار ممارسة اللعبة وزيادة زخمها لجميع الشرائح العمرية، وبالتالي العودة للاكتشاف الطبيعي للمواهب.
بعد مسح سريع لعدد الأندية في الدول الأوروبية بشكل عام، التي سبق وحصلت على كأس العالم بشكل خاص، وجدت أن متوسط فرق (أو أندية) هذه الدول يصل لحوالي 300 نادٍ لكل مليون نسمة، فألمانيا مثلاً فيها أكثر من 32 ألف نادٍ، وبريطانيا فيها حوالي 40 ألفًا، وهكذا. وكلمة نادٍ هنا تعني ما يلي:
فريق كرة قدم للرجال يشارك في إحدى المسابقات الرسمية التي ينظمها اتحاد كرة القدم. وليس من الضروري أن يكون النادي مجمع أولمبي متكامل مثلما هو الحال في أغلب أنديتنا الحالية، التي تحتوي على عدة لعبات.
ولذلك، نحن بأمس الحاجة لنشر هذه الأندية المبسّطة، التي تسهل عملية دخول القطاع الخاص في ملكية الأندية المختلفة، ومحاولة أن نصل لوجود 50 ناديًا لكل مليون نسمة (على الأقل للعبة كرة القدم!) وهنا، يزيد اتساع شبكة استقطاب المواهب، دون أن تتدخل الدولة بشكل مباشر لبناء المنشآت الرياضية وتحمل تكاليف كوادرها.
اكتشاف واستقطاب وصقل المواهب، من المفترض بديهيًّا أن تتم في هذه الأندية (لجميع الألعاب)، لأن المواهب الصغيرة، من الصعب جدًّا أن تنتقل للعيش في مواقع بعيدة عن أسرها ومدارسها ومجتمعها التي ترعرت فيه، خصوصًا للأعمار الأقل من 16 عامًا. ومن المستحيل أن تقوم بتحمل ميزانية مرافقة أولياء أمور هذه المواهب للسفر والعيش معها في موقع معسكر صقل الواهب، لأننا نتحدث هنا عن آلاف الأطفال الذين سيتم اختيارهم للألعاب المختلفة. ولذلك، السيناريو الأفضل والواقعي، هو وجود جهة مشرّعة، التي أتوقع أن تكون “مهد”، وجهات مشغلة ومنفذة للمشروع، وهي الأندية الخاصة والعامة، وجهات تتابع البعد الفني للمشروع، وهي الاتحادات الرياضية. وأرى أن أي سيناريو غير هذا، غالبًا لن ينتج لنا ما نتوخاه من مواهب تتحول إلى أبطال يحققون لنا الإنجازات التي نتمناها وننتظرها.
وإلى لقاء في الأسبوع القادم بإذن الله