|


إبراهيم بكري
مدرب بدون شخصية!!
2021-11-14
في الفترة الراهنة، بدأت موضة إقالة المدربين، وأصبح من الأمور التي تشغل مساحةً واسعةً في الوسط الرياضي بمختلف ميوله الحديثُ عن المدربين ما بين قبولهم، أو رفضهم.
الأمر الذي دائمًا ما يتردَّد في هذا الشأن، أن قدرات المدرب لا تناسب إمكانات الفريق الضعيفة، أو أن الفريق بإمكاناته العالية لا يتأقلم مع أسلوب المدرب المتواضع. وحتى نستطيع تشخيص وضع أي مدرب، يجب أن نعرف ما هي الأنماط التدريبية المختلفة؟
هناك ثلاثة أنماط، تحاصر المدربين، وتعدُّ في علم “التدريب الرياضي” هوية المدرب، والفلسفة التي تجسِّدها شخصيته وتصرفاته في التدريبات والمباريات، وكل أسلوب تدريبي له تأثيره في الفريق، سلبًا أو إيجابًا. 
هذه سلسلةٌ من المقالات لمعرفة أنماط المدربين.. واليوم سأسلِّط الضوء على: أسلوب المنقاد: “Submissive style”.
 في هذا الأسلوب، لا يملك المدرب القرار، ويكون عاجزًا عن فرض قانونٍ داخل الفريق، ولا توجد لديه خريطة طريق تحدِّد الأهداف.
ويرضخ المدرب المنقاد إلى قرارات رئيس النادي، ويستسلم لتدخُّله في فرض تشكيلة الفريق، كما أنه يخشى من نجوم الفريق وأصحاب الخبرة فيه، فلا يستطيع وضعهم في قائمة الاحتياط حتى عند تدني مستواهم الفني. أما شخصيته فضعيفة، ويتأثر بضغوط الإدارة واللاعبين، ويسمح لهم بالتدخل في عمله التدريبي وقراراته.
شخصية المدرب “المهتزَّة” تجعله محتارًا ما بين حل الفريق وتجديد دمائه، أو الرضوخ إلى مؤثرات خارجية، تجبره على التمسك بنجومه من كبار السن.

لا يبقى إلا أن أقول:
الذاكرة الرياضية السعودية في الماضي والحاضر لا تخلو من المدربين المنقادين ضعاف الشخصية، الذين كان لهم أثر سلبي في الأندية والمنتخبات.
لا يخفى على أحد أن بعض المسؤولين يحبون مثل هؤلاء المدربين ليعيشوا في جلبابهم، ويتحكَّموا بهم على مختلف الأصعدة.
قد تشعر في بعض الأحيان بأن لاعبًا ما لا يستحق أن يلعب في ناد تشجعه، لكنه مستمرٌّ في كل مباراة يخوضها! أو تشكيلة منتخب تضمُّ لاعبين لا يملكون أي قيمة فنية، ولا يستحقون ارتداء قميص “الصقور الخضر”، ومع هذه الظروف تسكنك الحيرة والدهشة “ما الذي يحدث؟”.
باختصار، المدرب منقادٌ، وهناك صاحب نفوذ يتحكَّم به كيفما يشاء.
غدًا سنتحدث عن أسلوب المدرب المتسلِّط. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.