|


د.تركي العواد
جيمس بوند في المنتخب
2021-11-14
لم تكن مباراة منتخبنا أمام أستراليا لتمرَّ على القارة الآسيوية دون ضجيج، فقد استأثرت باهتمام الصحافة بشكل غير معهود. في أستراليا كثر الحديث عن هذه المباراة، وما زال الحديث مستمرًّا، على الرغم من انتهائها، واستعداد المنتخبين لخوض الجولة السادسة من التصفيات.
تابعت الصحافة الأسترالية خلال الفترة الجارية، فوجدت تغطيةً واسعةً، معظمها أشادت بالأخضر وما قدَّمه في المباراة خاصةً، والتصفيات بشكل عام. الصحفي فينس روجري من “سيدني مورنينج”، كتب تقريرًا بعنوان “إنهم يزدادون قوة”: “داخل وخارج الملعب، السعودية قوة صاعدة في كرة القدم”.
أما أدريان دينز، فكتب مقالًا تحليليًّا عن اللقاء عنوانه “السعودية وليس أستراليا القوة الجديدة في آسيا، هناك واقع جديد في آسيا”.
التعليق الأكثر تداولًا بين الجماهير والصحفيين الأستراليين، كان “جيمس بوند القادم Next James Bond”، والمقصود به مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد، الذي لفت انتباه الحضور بثقته في نفسه، وهدوئه طوال المباراة، ما جعله مرشحًا لخلافة الممثل الإنجليزي دانيال كريج في سلسلة أفلام جيمس بوند.
لا شكَّ أننا خرجنا بأكثر من نقطة من تلك المباراة، فقد رسمت خارطة جديدة لكبار آسيا، يتصدرها المنتخب السعودي. وكل مَن شكَّك في استمرار المنتخب في حصد الانتصارات وتقديم المستويات المميزة، لم يجد ما يقوله بعد أن قدَّم الصقور مباراةً رائعة، وحصلوا على نقطة خارج الديار. وقد كان في الإمكان حسم المباراة في آخر الدقائق والخروج بفوز يضمن لنا التأهل المبكر.
لا أبالغ إن قلت: إن هذا المنتخب هو الأكثر انضباطًا في تاريخ الكرة السعودية، ويلعب بشكل جماعي، ولا يتأثر بغياب أي لاعب. وعلى الرغم من الانضباط، إلا أنه يحمل النزعة الهجومية، واللمسة الجميلة التي ورثها جيلًا بعد جيل.
يخوض المنتخب مباراةً حاسمة أخرى خارج الدار، يحتاج فيها إلى الفوز حتى يعود إلى الرياض متصدرًا وبفارق ثلاث نقاط على أقل تقدير. من الصعب تغيير “مود” الاحتفال، لذا فإن المدرب الفرنسي مطالبٌ أكثر من أي وقت مضى بنفض الكسل العالق في أطراف اللاعبين بعد ملحمة أستراليا.
لا وقت للكسل، ولا للنعاس، ولا حتى للتثاؤب، فكما قاتلنا أمام أستراليا لنثبت وجودنا، قد يجد المنتخب الفيتنامي هذه المباراة فرصةً لإثبات وجوده، وتأكيد أنه يستحق الوصول إلى هذه التصفيات، ولا أفضل من هزيمة المتصدر لإيصال الرسالة.