|


د. حافظ المدلج
صعبة قوية
2021-11-19
تعدُّ البطولات القارية من المستوى الأول أهم البطولات وأصعبها، لأن دائرة المنافسة فيها تتسع لتشمل أندية القارة بأكملها، والفوز بها يعني تحقيق الانتصار على جميع أندية القارة، وتحقيق الرقم القياسي في الفوز بالألقاب القارية، يجعل النادي زعيمًا على تلك القارة، وإذا تم تحقيق الرقم الأعلى من البطولات في “القرن”، فإنه يصبح “نادي القرن”، لذا تتنافس الأندية على تلك البطولات، وتجعلها هدفًا رئيسًا لها ضمن خططها الاستراتيجية مع يقينها بأنها “صعبة قوية”.
في أوروبا، حقق ريال مدريد اللقب 13 مرة، مبتعدًا بستة ألقاب عن أقرب منافسيه ميلان، بينما في أمريكا الجنوبية يعدُّ إندبندينتي الأرجنتيني سيد القارة بسبعة ألقاب، يليه من البلد ذاته بوكا جونيور بستة ألقاب، فيما يتسيَّد الأهلي المصري بطولات الأندية الإفريقية بعشرة ألقاب، يليه الزمالك بخمسة ألقاب. وتُظهِرُ الأرقام أن آسيا أصعب القارات وأكثرها تنافسًا، حيث يتساوى في زعامتها الهلال مع منافسه على النهائي في العام الجاري بوهانج الكوري الجنوبي، ولكلٍّ منهما ثلاثة ألقاب فقط، وهذا دليل قاطع على أن بطولة دوري أبطال آسيا “صعبة قوية”.
مساء الثلاثاء المقبل سيُفكُّ الارتباط بين قطبي القارة الآسيوية، وسينفرد أحدهما بصدارة أبطال البطولة الأهم والأصعب، ومن هنا أستغرب الثقة الزائدة التي يتحدث بها كثيرٌ من الرياضيين عن الأفضلية المطلقة لممثلنا الهلال، وكأنه فاز باللقب قبل النهائي! وعلى الرغم من تكرار الحديث عن أن كرة القدم تحترم مَن يحترم المنافس، وتقسو على المفرطين في الثقة إلا أن اللغة المنتشرة في الوسط الرياضي السعودي ما زالت تدلُّ على عدم استيعاب دروس الماضي القريب، فيكفي أن نسترجع الجماهير مرددةً في كثير من المباريات أهزوجة الآسيوية/العالمية “صعبة قوية”.

تغريدة tweet:
عام 2014 جاء فريق سيدني إلى الرياض متذيلًا ترتيب الأندية الأسترالية، وخاليًا من كبار النجوم، وقابل الهلال، المنافس على الألقاب المحلية والمدجج بأغلب نجوم المنتخب، وقد استعجل الهلاليون الاحتفال بالفوز، فحجزوا القاعات، وجهَّزوا الأغنيات، مستعدين لفرحة لم تتم بسبب الإفراط في الثقة. واليوم كأن التاريخ يعيد نفسه حين يأتي بوهانج مثقلًا بالهزائم على المستوى المحلي، ليقابل الهلال مكتمل الصفوف، فتعود نغمة الثقة الزائدة من جديد، وكأننا لم نتعلم شيئًا من درس سيدني القاسي. وعلى منصات التعلم من دروس الماضي نلتقي.