حتى يستمر التنافس الشريف وحتى تستمر جماهيرنا الرياضية بهذا التميز والتشجيع المثالي، يجب أن تتوقف عن التفاعل أو التمادي بقبول أي فعل أو حركة دخيلة وغريبة على ملاعبنا أو على سلوك ومظهر الجماهير، ولا أعتقد أن أي رياضي مهما كانت صفته أو ميوله يقبل برمي زجاجات الماء على اللاعبين أو بسماع العبارات السيئة واقتحام الملاعب أثناء المباريات وترديد الهتافات المرفوضة والخارجة عن كل ما هو مألوف، فإذا كان المقصود الفوز وتحقيق البطولات فليس هناك أفضل من التشجيع والتركيز على النادي واللاعب الذي تحب، وإذا كان المقصود هو الإساءة وتحطيم الآخرين فالرياضة ومكتسبات الوطن من النجوم هي الخاسر الوحيد، ومن هنا أؤكد أن مسؤولية المحافظة على مثالية التشجيع تقع على الجميع، وإن كانت الجماهير الرياضية بما تحمل من وعي وثقافة هي أكثر من يساهم ويؤثر بهذا الاتجاه.
الجميل أن نسمع وبشكل مستمر المطالبة بتطوير المنشآت ومحاولة مساعدة الجمهور بوضع المرافق والتسهيلات التي يجب أن تتوفر في ملاعبنا خصوصًا، ونحن نشهد تطورًا واضحًا على الجمهور الرياضي الذي أصبح أكثر رغبة بالوجود والمساندة للأندية والمنتخبات، ولا شك أن أي نجاح أو تقدم رياضي لا يمكن أن يتم أو أن يسلك الطريق الصحيح ما لم يكن للجمهور الرياضي الحضور والمساهمة الواضحة والفعلية بإظهار الوجه المشرق والحقيقي للمشجع والرياضي السعودي بكل وعي واحترام ومراعاة لكل ما هو موجود في الملعب وأثناء مباريات كرة القدم أو أي لعبة ومنافسة أخرى. لقد ظهر ديربي الرياض الأخير في أجمل صورة وأكثر تنظيمًا وروعة بالشكل والأداء والترتيب المختلف عن كل المواسم السابقة، مما جعل من الدوري المحلي محل لاهتمام الإعلام العربي والخليجي، وهذا يزيد من مسؤولية الجميع، ويرفع من درجات الحرص والاهتمام في كل ما هو مؤثر على تقديم الصورة المثالية والقيمة الحقيقية لمعنى التنافس الشريف والمطلوب بين الأندية والجماهير والإعلام.