|


محمد المسحل
يا زيني ساكت
2021-11-20
‏قبل سنوات صدر للأخ والصديق الكاتب نبيل المعجل كتاب بعنوان “يا زيني ساكت”، الذي كان يتضمن مجموعة من مقالاته ومواقف وقصصًا مر فيها خلال مسيرة حياته.
وكان سبب اختيار الأخ نبيل لهذا العنوان، هو ‏لأسباب عدة، منها أنه كان كثيرًا (ولا يزال) ما يتلقى على حسابه في Twitter ردودًا وتعليقات تتضمن كلمة “يا زينك ساكت”، بسبب بعض أطروحاته وكتاباته التي لا تروق لهم، والسبب الثاني أنه هو أن إحدى مقالاته المنشورة في هذا الكتاب كانت معنونة بـ “يا زيني ساكت”، والسبب الثالث أنه كان كثيرًا ما يسمع هذه العبارة في بيته! ‏لدرجة أنه أيقن في يوم من الأيام أنه بالفعل يا زينة ساكت.
‏تذكرت كتاب الأخ نبيل في أكثر من موقف عندما كنت أشاهد بعض نجومنا من كبار الفنانين واللاعبين يخرجون على المنابر الإعلامية. ‏وكنت خلال وبعد انتهاء هذه البرامج التي تتم استضافتهم بها أو يتداخلون معها، أتمنى لو أن هذا النجم الذي نال على حب وتقدير الجماهير، ‏سكت ولم يتحدث للإعلام، وتركنا في ذكرياتنا الجميلة معه عندما كان يبدع داخل المستطيل الأخضر واحتفظ بحبنا وتقديرنا العتيق والمعتق الذي لا يقل عبقه جمالًا من رائحة دهن العود.
‏ ‏النجم الساطع لأي من النجوم الكبار الذين قدموا لوطنهم الكثير من الإبداع وساهموا في وضع اسم وطنهم في مصاف الدول المتقدمة قاريًا وعالميًا، يبقى ساطعًا، حتى يتسبب النجم نفسه بأفول هذا النجم ‏جزئيًا أو كليًا، ‏سواء من خلال الخوض في المشاكل والمنازعات الحالية، أو حتى الإسقاط على زملاء له أو على مدربين ومسؤولين وفنانين وإعلاميين وغير ذلك.
في كرة القدم تحديدًا، الكثير من نجوم الأجيال السابقة يحتاجون من الإعلاميين إلى الحرص على عدم إقحامهم بارهاصات الجيل الحالي، وخروجهم بطريقة تحفظ تاريخهم وتحفظ رصانتهم وتتناسب مع السن التي يصل لها أي منهم بعد 30 و40 بل و50 سنة من اعتزالهم المجال الرياضي، حيث إن هذا في رأيي جزء لا يتجزأ من الأمانة الإعلامية. ‏فإن تمتع كثير منهم بالحصافة الكافية والحرص المطلوب في الطرح والخروج الإعلامي، فما زال بعضهم يحتاج إلى من يقف معه في مثل هذه المواقف التي تتطلب إعادة عن اللغط وعن الخوض في أمور قد تجره فيها عاطفته وطيبته للوقوع في تبعات هو أغنى ما يكون عنها في هذه المرحلة من حياته.
‏برأيي أن من أكثر المراحل شفافية التي يمكن أن يمر بها الإنسان، هي المرحلة التي يقول فيها لنفسه عبارة يا زيني ساكت، قبل أن يقولها له الآخرون، ورُبّ كلمات وكلمات قالت لأصحاب بها دعني. ويا زين بعض (أقول بعض) الفنانين لو اكتفوا بالغناء وبعض اللاعبين لو اكتفوا بفنونهم داخل المستطيل الأخضر، وبقوا ساكتين خارجه.
وإلى اللقاء في الأسبوع القادم.