- اكتُبْ كما تتكلّم!. أظنها واحدة من النّصائح الخائبة في فنّ الكتابة!. الخائبة ولا أقول الرّديئة، ذلك أنّ فيها من طيب المقصد ما يرفعها عن الرّداءة!.
مثل هذه النصيحة لا تمتلك، هذا إن امتَلَكَتْ، أكثر من طيب النِّيَّة!.
- الكتابة فن قائم بذاته، له أدواته الخاصّة به، وتلزمه موهبة، يلزمها صقل، لتتمكّن من استخدام هذه الأدوات، واستثمارها، على أتمّ وجه وفي أفضل صورة!.
- قبل أيّام، كنتُ أشتكي لصاحبي صعوبة الكتابة اليوميّة. نصحني بتخصيص يوم أو يومين للكتابة في مواضيع “صغيرة.. سهلة”!. شيء ما في النّصيحة يُشبه “اكتُبْ كما تتكلّم”!.
- رحتُ أحاول شرح معنى الصّعوبة “الممتعة” التي كنت أقصدها. ولأنه صديق نابِه، تمكّن من فهم إحساسي، رغم الارتباك والتلعثّم في كلماتي وشروحها!.
- بعد هذه الجلسة بساعات قليلة، عدت إلى مكتبتي، أمُرّ على الرفوف بنظرات لا تعرف ماذا تريد بشكل محدّد. لكن، وكأنّ المكتبة تقرأ عيون صاحبها!. وهي، وهذا الأمر الذي لا أشكّ فيه أبدًا، تريد المساعدة والمساندة، وكثيرًا ما تقوم بهما بفاعلية!.
- غواية ما، قادتني إلى فتح كتاب.. إلى فتح صفحة بعينها منه، وأوقعتْ عيني على سطور بذاتها: “لا معنى لمحاولة فصل المضمون عن الشّكل، كما يتطلّعون لذلك غالبًا، أو التّأكيد، كما يدعمون ذلك، أنه تُوجَد موضوعات كبيرة وموضوعات صغيرة، وشؤون سامية وأُخرى تافهة، فالفنّانون والإجراءات التي يقومون بها، هي التي تَكُون كبيرة أو صغيرة، سامية أو تافهة”!.
هذا بالضبط ما أردتُ قوله لصاحبي، ولم أفلح، لولا أنّ محبّته وفهمه تضافرا، وتمّ استيعاب القصد!.
- وأنا عن سبْق ترصّد، لن أذكر لكم اسم الكتاب ولا الكاتب هذه المرّة!. لأنّ مُرادًا آخر لاح لي، فأحببتُ إضافته لهذه القطعة:
- المكتبة تحس وتشعر بصاحبها، وأنت حين تحيط نفسك بالكتب التي تُحب، ستُحيطك هذه الكُتُب بحبّ له الطّاقة نفسها، وفي أوقات كثيرة، وعندما تجد نفسك مُتلعثمًا بمشاعر وأحاسيس وأفكار وكلمات، ستجد أنّ كتابًا ما، على أحد الرّفوف، يناديك، نحوه كلّه، أو نحو صفحات منه، أو حتّى سطر. وستجد نفسك ومشاعرك وأفكارك وكلماتك قد ترتّبتْ بشكل رائع بسببٍ من هذه المُناداة الخفيّة وتلبيتك لها!.
- المكتبة نداء!. جذر الأدب: الدعوة والنّداء!. هذا الجذر، الأصل، لا ولم ولن ينقطع!. في كل أدب عظيم، دعوة ونداء. وليس من الأدب في شيء ما لا يُشعرك بأنّك مُنادى!.
- كلمة “أدب” نفسها تعني بالعربيّة: دعوة!. لقد تطوّرت الكلمة وأخذت دلالات عديدة، عبر الزمن: أوّل معنى بالعربيّة لـ “أدب” جاء من: “آدَبَ الرّجل”!. أي أقام وليمةً و”دعا” إليها!. من هنا جاءت كلمة “مأدبة”!. كان ذلك فيما يسمَّى بالعصر الجاهلي. في العصر الإسلامي الأوّل، صار لكلمة “أدب” معنى آخر، معنى خُلُقي تربويّ: “أدّبني ربّي فأحسن تأديبي”. في العصر الأمويّ صار لها معنى تعليمي، حيث مُعلّم أبناء الخلفاء “المُؤدِّب”. ولم تأخذ كلمة “أدب” دلالتها التي هي عليها اليوم، إلا في العصر العباسي تقريبًا!.
-عن النّداء، وعن أمرين آخَرَيْن يُشكّلان مثلّث السِّرّ في كلّ أدب وفنّ، نلتقي غدًا بإذن الله.
مثل هذه النصيحة لا تمتلك، هذا إن امتَلَكَتْ، أكثر من طيب النِّيَّة!.
- الكتابة فن قائم بذاته، له أدواته الخاصّة به، وتلزمه موهبة، يلزمها صقل، لتتمكّن من استخدام هذه الأدوات، واستثمارها، على أتمّ وجه وفي أفضل صورة!.
- قبل أيّام، كنتُ أشتكي لصاحبي صعوبة الكتابة اليوميّة. نصحني بتخصيص يوم أو يومين للكتابة في مواضيع “صغيرة.. سهلة”!. شيء ما في النّصيحة يُشبه “اكتُبْ كما تتكلّم”!.
- رحتُ أحاول شرح معنى الصّعوبة “الممتعة” التي كنت أقصدها. ولأنه صديق نابِه، تمكّن من فهم إحساسي، رغم الارتباك والتلعثّم في كلماتي وشروحها!.
- بعد هذه الجلسة بساعات قليلة، عدت إلى مكتبتي، أمُرّ على الرفوف بنظرات لا تعرف ماذا تريد بشكل محدّد. لكن، وكأنّ المكتبة تقرأ عيون صاحبها!. وهي، وهذا الأمر الذي لا أشكّ فيه أبدًا، تريد المساعدة والمساندة، وكثيرًا ما تقوم بهما بفاعلية!.
- غواية ما، قادتني إلى فتح كتاب.. إلى فتح صفحة بعينها منه، وأوقعتْ عيني على سطور بذاتها: “لا معنى لمحاولة فصل المضمون عن الشّكل، كما يتطلّعون لذلك غالبًا، أو التّأكيد، كما يدعمون ذلك، أنه تُوجَد موضوعات كبيرة وموضوعات صغيرة، وشؤون سامية وأُخرى تافهة، فالفنّانون والإجراءات التي يقومون بها، هي التي تَكُون كبيرة أو صغيرة، سامية أو تافهة”!.
هذا بالضبط ما أردتُ قوله لصاحبي، ولم أفلح، لولا أنّ محبّته وفهمه تضافرا، وتمّ استيعاب القصد!.
- وأنا عن سبْق ترصّد، لن أذكر لكم اسم الكتاب ولا الكاتب هذه المرّة!. لأنّ مُرادًا آخر لاح لي، فأحببتُ إضافته لهذه القطعة:
- المكتبة تحس وتشعر بصاحبها، وأنت حين تحيط نفسك بالكتب التي تُحب، ستُحيطك هذه الكُتُب بحبّ له الطّاقة نفسها، وفي أوقات كثيرة، وعندما تجد نفسك مُتلعثمًا بمشاعر وأحاسيس وأفكار وكلمات، ستجد أنّ كتابًا ما، على أحد الرّفوف، يناديك، نحوه كلّه، أو نحو صفحات منه، أو حتّى سطر. وستجد نفسك ومشاعرك وأفكارك وكلماتك قد ترتّبتْ بشكل رائع بسببٍ من هذه المُناداة الخفيّة وتلبيتك لها!.
- المكتبة نداء!. جذر الأدب: الدعوة والنّداء!. هذا الجذر، الأصل، لا ولم ولن ينقطع!. في كل أدب عظيم، دعوة ونداء. وليس من الأدب في شيء ما لا يُشعرك بأنّك مُنادى!.
- كلمة “أدب” نفسها تعني بالعربيّة: دعوة!. لقد تطوّرت الكلمة وأخذت دلالات عديدة، عبر الزمن: أوّل معنى بالعربيّة لـ “أدب” جاء من: “آدَبَ الرّجل”!. أي أقام وليمةً و”دعا” إليها!. من هنا جاءت كلمة “مأدبة”!. كان ذلك فيما يسمَّى بالعصر الجاهلي. في العصر الإسلامي الأوّل، صار لكلمة “أدب” معنى آخر، معنى خُلُقي تربويّ: “أدّبني ربّي فأحسن تأديبي”. في العصر الأمويّ صار لها معنى تعليمي، حيث مُعلّم أبناء الخلفاء “المُؤدِّب”. ولم تأخذ كلمة “أدب” دلالتها التي هي عليها اليوم، إلا في العصر العباسي تقريبًا!.
-عن النّداء، وعن أمرين آخَرَيْن يُشكّلان مثلّث السِّرّ في كلّ أدب وفنّ، نلتقي غدًا بإذن الله.