|


أحمد الحامد⁩
مجنون دوت كوم
2021-11-24
إما أن هذا العالم يعيش حالات من الجنون أو أنا المجنون، أو أنه متقدم وأنا المتخلف، ولا مانع عندي إن وصفتني عزيزي القارئ بالجنون والتخلف معًا، ما العيب في الجنون؟ العقل أحيانًا يتعب فيمنح نفسه إجازة طويلة أشبه بالتقاعد رأفة بصاحبه.
كما ومن المفترض أن المجنون سعيد لأنه مقتنع بأنه العاقل الوحيد والبقية مجانين، ومجرد الوصول إلى قناعة مهما كانت هي راحة بحد ذاتها، أما المتخلف فهو سعيد أيضًا بعقله لأنه دائمًا يعتقد بأنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة، لا مانع من أن أصبح متخلفًا شريطة أن أعيش الحالة بشكل كامل وأخرج مما أنا فيه من أسئلة: كيف اشترى ملايين الناس في أنحاء العالم العملات الرقمية وهم لا يعرفون من وراءها ومن شرّعها؟ كيف يشترون عملة لا رصيد لها من الذهب أو العملات؟ كيف يدفعون مدخراتهم مقابل عملة رقمية يحيطها الغموض من كل الجهات؟ سألت أحد معارفي عنها وقال بأنه لا يعرف إجابة لكنه اشترى منها واستثمر جزءًا من مدخراته. الغريب أن الملايين من الذين اشتروا العملات الرقمية من الأطباء والمهندسين وكل ذوي الشهادات العليا، كيف فسروا لأنفسهم شراء عملات رقمية لا يعرفون مصدرها وهم الذين قضوا سنوات في التعليم الذي يستند على الأدلة والإثباتات والأبحاث؟ والعجيب أن بعض هؤلاء أصبحوا أثرياء من هذه العملات مجهولة المصدر! أمر لا يصدق وكل ما أعرفه أن هناك من أسسوا مواقع إلكترونية وقالوا بأننا نبيع الأموال الرقمية وهناك من اشترى منهم، ثم زاد الطلب عليها فارتفع ثمنها! لا أدري إن أصبح للعالم منطق جديد ومختلف لا أعرفه، لكنه بلا شك قد تغير تغيرًا كبيرًا، ومن يدري فقد يصبح استغرابي من شراء بعضهم لعملات رقمية لا يعرفون مصدرها محل تندر بعد سنوات، وبعد أن تصبح العملات الرقمية هي عملة العالم، مثلما استغرب السابقون من الذين استثمروا في الإنترنت، ثم صار الإنترنت لغة العالم، الشيء الجيد الذي قد لا يجعل من استغرابي محل تندر هو أنني قلت ومنذ البداية بأنني قد أكون مجنونًا، وهذا ما سيعفيني من أن أوصف بالحماقة. قبل مدة قرأت عن شركة تقنية تطوّر هاتفًا يصدر روائح الورود، كبديل عن شراء الورود الحقيقية، وكخطوة لتحويل الورود إلى رقمية، لا أدري فعلًا من هو المجنون؟!