تظهر علامات المدرب الناجح على أداء وسلوك أفراد الفريق، ويستطيع المشجع العادي أن يتعرَّف على مدى كفاءة وشخصية ومهارة أي مدرب من خلال مواقف وأحداث مختلفة، وكذلك من خلال بعض القرارات والتفاصيل الفنية والإدارية، التي تعدُّ من أكثر ما يتميَّز بها المدرب المتمكِّن لما لها من تأثير وتداخل في كل ما يتعلق بمستوى وأداء وإبداع الفريق، وتماسك كل الخطوط، ومواصلة الانتصارات.
ولا شك أن مهنة التدريب تعدُّ من الوظائف الصعبة لارتباطها بمشاعر الجماهير، وآمال اللاعبين، وتطلعات الإدارات والمسؤولين، كما أنها تحتاج إلى كثير من الشجاعة، وتحمُّل المسؤولية، وقوة القرار، والتعامل بعدل وإنصاف مع الجميع. وتعدُّ مسألة اكتشاف المواهب، والعمل الدائم والمستمر على تفجير الطاقات من الأمور التي تنتظرها الجماهير بحماس من الأجهزة الفنية والمدربين، والثابت والمعروف أن وصول المدير الفني إلى المرحلة الكاملة من اجتماع الآراء، والإعجاب بكل ما يطرح، أو يصدر منه من قرارات إدارية وفنية مسألةٌ تحتاج أيضًا إلى ثقافة خاصة، وأخلاق عالية، وعلاقة متميزة وجيدة مع كل أفراد المنظومة الرياضية بشكل كامل، خاصةً الإعلام.
تعدُّ القراءة الفنية الذكية، والجرأة في اتخاذ القرار أثناء أو قبل المباراة من أهم الخصائص والصفات التي تتميز بها الأجهزة الفنية، وفي كثير من الأحيان يبدو للمتابع الرياضي أن الفوز محسوم، والفارق الفني واضح وكبير، ولا مجال لتوزيع نسب الفوز بين المتنافسين، والمؤكد أن لعبة كرة القدم هي مجموعة من الظروف والمتغيرات والأحداث التي لا تعترف بالموازين، وغالبًا ما تنحاز لمَن يغامر ويستغل أقل الفرص، ولا يتأخر في اتخاذ القرار السريع بتعديل الأخطاء، ولاشك أن قوة التنافس، وكثرة الآراء تؤثران في شخصية المدرب، ولا يستطيع التخلص منها والانتصار عليها وعلى هذه الأجواء الصعبة والمتوترة والمعقدة إلا صاحب الخبرة الواسعة والنظرة الثاقبة، ومَن لديه تجارب وفكر. وباستعراض بعض الأسماء الموجودة في الدوري نجد أن شاموسكا، مدرب الشباب، وجارديم، مدرب الهلال، وفوك رازوفيتش في الفيحاء، وريزيتش في ضمك الأفضل حتى الآن من جميع النواحي والمعايير التي تتعرَّف من خلالها على مقدار التفوق والنجاح في إدارة الفريق، ومواجهة المنافسين. والخلاصة أن التقييم النهائي، وفرز أساطير ونجوم التدريب لا يأتي إلا من خلال المسيرة الكاملة، وليس عبر محطة، أو فرصة عابرة، وهذا ما يملكه ويوجد في شاموسكا وجارديم فقط.