|


محمد المسحل
على البال..
2021-11-27
قبل أقل من 48 ساعة من كتابة هذه المقالة، وامتدادًا للخطوات الرائعة التي يقوم بها بتكريم كل أقطاب المجتمع الذين تركوا بصماتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية، قام معالي المستشار تركي آل الشيخ، بخطوة رائعة، بتخصيصه ليلة خاصة لتكريم الأمير نواف بن فيصل بن عبد العزيز، الرئيس الأسبق للرئاسة العامة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة)، وشاعر الكلمة الراقية الرقيقة، ورجل الدولة الذي أثبت إبّان تحمله المسؤولية أنه من أحكم وأنبل الرجال الذين تشرفت بالعمل معهم.
أحببت هذا الرجل الشهم، ذا الخُلُق الرفيع، لمجرد أن والده هو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، رجل الدولة الذي حمل على عاتقه وضع أسس الرياضة السعودية منذ السبعينيات الميلادية، حتى فُجع المجتمع السعودي والعربي بل والعالمي برحيله المفاجئ، وأيضًا لأنه أمير خُلُقٍ وتعامل، بداً عن أنه أميرٌ ابن أمير حفيد ملوك.
عندما رحل والده، ترك خلقه ترِكَة ومسؤوليات رياضية ثقيلة لشقيقه الأمير سلطان بن فهد حفظه الله، ثم انتقلت لنجله الأمير نواف بن فيصل، الذي وجد نفسه فجأة أمام تحديات ضخمة، وملفات معقدة على الصعيد المحلي والخليجي والعربي والاسيوي والعالمي. لبّى قبلها نداء الوطن بعد رحيل والده، عندما جاء التوجيه الكريم بتعيينه نائبًا لوزير الرياضة سنة 1999م، فألغى مخططاته للسفر للخارج لإكمال دراسته، بل وأوقف تقريبًا جميع نشاطاته الثقافية منذ ذاك التاريخ، وتصدى للمسؤولية الرسمية.
وحيث أن المملكة تتحمل مسؤوليات كبيرة برئاسة العديد من المنظومات الرياضية والشبابية على المستوى العربي والآسيوي والإسلامي، وتأثيرها يطال الكثير من التوجهات والقرارات الرياضية العالمية، كلها أصبحت فجأة على طاولة الأمير الشاب الذي تصدّى لها، وواجه التحديات الكبيرة بهدوء وروية لا تُعهد عادةً من رجل ثلاثيني، ولكن من تكون نشأته في كنف الأمير فيصل والملك فهد رحمهما الله، تكون محافظته على توازن قراراته وتحمله للضغوط تحت أحلك الظروف، أمرًا طبيعيًا. كان الهجوم الإعلامي عليه غير مسبوق، ومحدودية الميزانية، ووجود مئات الكوادر التي كانت لا تزال تعمل على نمط السبعينيات والثمانينيات، جعلت خططه التطويرية تأخذ وقتًا أطول من العادة. ومع ذلك، بدأ بالتغيير واتخذ قرارات تاريخية مثل تنازله عن رئاسة اتحاد القدم وتركه لمن يرى بنفسه الكفاءة عبر صندوق الانتخابات، ووضع خطط استراتيجية للبراعم لكرة القدم، لا زال بعضها يُعمل به حتى الآن.
الكثير عن نواف بن فيصل، لا زال على البال..، وإحداها أمنيته بمجيء قائد تاريخي يدرك مدى أهمية الرياضة واحتياجاتها، وكأنه كان يتحدث عن سيدي الأمير محمد بن سلمان، الذي حقق لنا الأحلام.