|


معلا: الساحة.. ملل وفوضى

حوار: سعد الفراج 2021.11.28 | 11:27 pm

شاعر سعودي، خاض غمار المنافسة في “شاعر المليون”، وابتعد عن المجال قليلًا بعد التحاقه بالعمل الدبلوماسي، لكنه كتب قصائد، أبقته في ذاكرة المتلقي، كما أبدع نصوصًا في عديد من الصحف السعودية. نايف معلا، في حواره مع “الرياضية” تحدث عن ذكرياته ومشروعاته الشعرية المقبلة.
01
أين أنت حاليًّا من الساحة الإعلامية؟
أعتقد أن هذا السؤال يحتاج إلى حلقات حوارية لإشباع نهمه، لكن سأحاول إيجاز إجابتي . في الوقت الراهن كل شخص يستطيع صناعة إعلامه بنفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومَن يريدني سيجدني حتمًا، ويبقى عليَّ وعلى غيري من الشعراء إجادة صناعة إعلامنا، بالتالي فلا عذر لأي شاعر يريد الوصول إلى الناس. هناك أنشطة وفعاليات شعرية تجرى هنا وهناك، والمشاركة فيها تتطلب ظهورًا إعلاميًّا مستمرًّا ومُرضيًا، وعلاقات عامة.
02
قلت إن المشاركة في الفعاليات
والأنشطة الشعرية تتطلب علاقات عامة، ماذا تقصد؟
القصد واضح جدًّا، فهناك شعراء من “أواسط الشعراء”، أو من “أدناهم” يسوِّقون لأنفسهم بشكل جيد، فتتضخم حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من ثم يجدون السبيل ميسورًا للمشاركة في تلك الفعاليات الشعرية التي يحرص رعاتها ومنظِّموها، غالبًا، على ملء المقاعد، أو جلب مشاهدات عالية أكثر من حرصهم على أي أمر آخر، حتى إن أدى ذلك إلى استضافة رابع الشعراء في تصنيف الثعالبي “الشعراء فاعلمنّ أربعة”.
هناك أيضًا مظهرٌ من مظاهر العلاقات العامة في هذا السياق لا يزال مستمرًا منذ حقبة المجلات وربما قبلها، وهو اعتماد الشاعر على صداقاته وعلاقاته .
03
هل سنراك في أمسيات قريبة؟
إن شاء الله.. متى وُجِّهت لي الدعوة لأمسية شعرية منظَّمة كما يجب، وتوارت انشغالاتي عني قليلًا، لن أتردد أبدًا في المشاركة. لعلها مناسبة، أقدم فيها شكري وامتناني لوزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه على اهتمامهما بالشعر، وتقديمه في رونق أضاف إلى جماله جمالًا آخر.
04
كيف وجدت “ليالي خلوها”، إحدى فعاليات موسم الرياض؟
ناجحة جدًّا، وقد قلت بعد حضوري أولى لياليها: “نعم هكذا تورد الإبل”. لعل العنصر الحاسم في هذا النجاح هو الموازنة الدقيقة، والانسجام التام بين هوية المحاورة وبين التحديث والعصرنة، التي تعدُّ من سمات كل فعاليات موسم الرياض أو جلَّها، وهذا ما يدل على أن الهيئة العامة للترفيه بقيادة المستشار تركي آل الشيخ قد حلَّلت الوضع الراهن جيدًا، وألمَّت بأدق التفاصيل، وصولًا إلى صياغة قصص النجاح التي نشهدها في جميع فعاليات موسم الرياض بلا استثناء.
05
كنت قريبًا من إصدار ديوان صوتي، لماذا توقفت؟
نعم، فخارطة الساحة الشعرية تغيَّرت، ومعها لابد أن تتغيَّر البوصلة! لم يبق من فكرة الديوان الصوتي إلا هذا البيت:
بإعجابها معجب ونفسي قنوعة
بذوقها اللي غير عن كل الأذواق
من عقب ما قالت قصايدك روعة
ديواني الصوتي قريبا في الأسواق.
06
كيف ترى الساحة الشعرية حاليًّا؟
وضع الساحة الشعرية مثل وضع السوق الحرة “دعه يمر دعه يعبر”، ولا شك أننا نشهد حالةً من الملل والفوضى، لكن لعلها فوضى خلَّاقة، فقدت خلقت أسماءً جديدة، ومسارات شعرية مبتكرة. على كل حال، وضعها حاليًّا أفضل من وضعها في حقبة الاحتكار التي كانت فيها الذوائق مرهونة بذائقة واحدة أو ربما رغبة!
07
هل تساعد مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز الشعراء؟
نعم، وتساعد أيضًا في دفن الشعراء، فلينظر كل شاعر أين يضع قدمه.
08
كلمة أخيرة لمَن توجهها؟
للشعراء بلسان محبي الشعر:
نحتاج شاعر يعبّر عن مشاعرنا
ما هوب شاعر رتيب نكمّل أبياته
ما ودك إنا نقول فلان شاعرنا
إلا ليا صار تعنينا معاناته.