|


تركي السهلي
صبر النصر
2021-11-29
مخطئ من يظن أن على النصر أن يستفيق فنيّاً، وأن ينهض بعناصره للمنافسة الكُروية، وأن تبقى الأعمال وفق هذه الحدود دون الانتباه إلى جوانب أخرى تبدو في هذه المرحلة أولوية قصوى. الأصفر المُثخن بالجراح حالته الراهنة أبعد بكثير من مجرّد ركض خلف المستديرة والتجهيز البشري والمالي لذلك.
الموضوع يحتاج إلى البدء وفوراً بسياسة “سحق” المحاربين له ومواجهتهم بأسلحة تفوق “الخبث” والتحطيم الممنهج له. والأدوات اللازمة لمعركته الواجبة تختلف تماماً عن تلك النازلة إلى أرض الملعب كون الساحة لم تعد كذلك ولأن الحرب عليه باتت مُعلنة وذات أساليب مُدمّرة.
إن تفريغ العاصمي الكبير من “هُويّته” وتحجيمه إلى درجة التصغير وسط عدم التحديد من أهله لهو الخطر الأكبر، فالعمل القائم على طمس الأصفر أشرس من أي فترة، وإن سارت الأمور دون مواجهة فإن المصير إلى الضعف الشديد الذي ربما يؤدي إلى الزوال.
لقد بنى النصر شخصيته منذ أمد طويل وهو ربما ركن إلى ذلك وارتخى قليلاً، ما دفع “ الأعداء” إلى الاستغلال للحالة والانقضاض دونما رحمة، وهذا فزع شديد وخراب آتٍ.
إن الانتظار للأفق بعين نائمة ولوج لأشياء كثيرة في المحيط ومرور للطامعين واستباحة للمكان واحتلال بغيض وإن لم تتفتح الأذهان الصفراء وتنتبه فسترى بأعينها كيف أن الممرات لم تعد لها، وأن البساتين غزاها الطير وأكلها.
إن الأمر ليس بالتهويل ولا إليه ولا الشعور بالخوف النابع من ضعف ولا طرح مسألة لا وجود لها بل أن الموضوع أكبر وبكل ما فيه من شواهد.
إن إخلاء الساحة من الأصوات الصفراء القويّة وتثبيت الضعاف في وجود العاملين على الانتقاص عبر شكل وخطاب الصورة لواحد من أدوات كسر الهيكل وتهشيمه كما أن توجيه عناصر لاعبة بهزّ الثوابت النصراوية يصّب في الاتجاه ذاته مع نشر أكبر قدر ممكن من “السخف” حتى يتم مسح اللغة الصفراء وعدم عودتها مرّة أخرى.
لم يعد أمام النصراوي بعد التضييق عليه إلاّ الوقوف مجدداً مع اختيار سلاح مختلف يصلح لمواجهة هذا الزمن وضرب المرتاحين لمرضه حتى يتحوّل المرض إليهم وذهاب الوهن إلى السكن في عظامهم.
إنها ساعة فارقة بالنسبة للنصر، وقد قيل إن النصر صبر ساعة تجتمع فيها كل الحواس ويعتلي فيها المُبارز الشريف لا ذاك الذي يختبئ وكل ما يملكه صوت وأكفّ تلتقي للفرك. إنها المناداة للعالمي الأوّل والعودة للجذور والحق الأبلج.