|


حسن عبد القادر
«تخبيص» وأخضر باهت
2021-12-02
الانطباع الرائع الذي تركه المنتخب السعودي الأول في تصفيات كأس العالم حتى الآن، وتصدُّره مجموعته دون أي خسارة، أفسده المنتخب الذي تم اختياره للمشاركة في كأس العرب، التي انطلقت في الدوحة قبل أيام. قد يسأل بعضهم: ما الرابط بين المنتخبين، ولماذا تضعهما في الخانة نفسها؟
الرابط أن كل اللاعبين يرتدون شعار المنتخب السعودي، ويحملون اسمه، ويدافعون عن مكانته بغض النظر عن اختلاف المنافسة.
الأخضر الذي ظهر باهتًا ويائسًا في لقائه الأول أمام الأردن، وخسر النتيجة بهدف، وخسر معها الانطباع لدى كل العرب بأن الكرة السعودية ولَّادة، ولديها عناصر تستطيع أن تُشكِّل منتخبين من لاعبيها المحليين، لكنَّ ما حدث من سوء في اختيار اللاعبين المشاركين، جاء محبطًا لكل المراهنين على هذه المقولة.
والسبب وراء ذلك ليس عدم وجود لاعبين آخرين مؤهلين، وإنما سوء اختيار الأسماء، التي كانت ضعيفةً فنيًّا، باستثناء لاعب، أو لاعبين.
السؤال المهم: لماذا تم اختيار هذه الأسماء مع أنه كان في الإمكان اختيار أسماء أخرى لا تلعب مع المنتخب الأول حاليًّا، وتملك القدرة على تقديم نفسها ومنتخبها بشكل أفضل مما شاهدناه في اللقاء الافتتاحي أمام المنتخب الأردني؟!
السؤال الآخر الذي لم أجد له إجابةً: لماذا أوكل هيرفي رينارد المهمة إلى مساعده، هل هو أيضًا يعاني من ضغط المباريات؟!
أتفهَّم على مضض أن تكون خيارات اللاعبين مبنيةً على أساس إراحة الأساسيين الذين يخوضون معترك تصفيات المونديال، لكن لا يمكنني أن أتفهَّم أن يترك المدرب المهمة لمساعده لورينت بونادي، وهو يتابعه من المدرجات. هل كان يعدُّ مساعده أيضًا ليكون مدربًا على حساب المنتخب واسمه وسمعته.
حقيقةً، شعرت بالغيرة على منتخب بلدي في بطولة تقام للمرة الأولى تحت إشراف فيفا، وحزنت على الخسارة، وحزنت أكثر على المستوى “والتخبيص” الذي فعله مساعد رينارد، الذي لعب بسعود عبد الحميد في مركز المحور، حيث أحرجه ووضعه في مركز لا يتناسب مع تكوينه البدني ولا إمكانات لعبه.
المزعج في كل هذا أن رينارد، الذي يحقق نجاحات كبيرة في تصفيات كأس العالم، قدَّم لنا منتخبًا مشوَّهًا في كأس العرب، لذا يحقُّ لنا أن نغضب، ونتساءل: لماذا لم يتم اختيار أفضل اللاعبين وهم كثر، ويستطيعون أن يحضروا بشكل يليق بقوة دورينا واسم منتخبنا ومكانته؟