|


طلال الحمود
المنتخب الرمزي
2021-12-04
ارتبطت الدوحة منذ السبعينات بالمشاركات الرمزية للمنتخب السعودي على خلفية ملابسات تعددت أسبابها وأدت إلى نتيجة واحدة تمثلت بالظهور الباهت وسط المنتخبات المشاركة بخيرة لاعبيها، وبدأت فكرة إرسال فريق قليل الدسم للمرة الأولى في عام 1976 حين اتخذ الأمير الراحل فيصل بن فهد قرارًا بمشاركة منتخب رمزي يضم بدلاء الفريق الأول في بطولة كأس الخليج الرابعة في قطر، احتجاجًا على تجنيس بعض المنتخبات للاعبين العرب والأفارقة لتمثيلها في المنافسات، ورأس الأمير عبد الرحمن بن سعود حينها البعثة قبل أن تنتهي المهمة بخسارة نكراء أمام منتخب العراق بسبعة أهداف مقابل هدف.
ولم يتعظ اتحاد كرة القدم من تجربة العام 1976 حين عاد وأرسل منتخبًا من البدلاء للمشاركة في بطولة غرب آسيا في قطر عام 2005، وبالطريقة نفسها خسر الأخضر بخماسية أمام المتعهد منتخب العراق، وهذه المرة تسببت النتائج في بعثرة أوراق المنتخب السعودي قبل كأس العالم 2006 وإقالة المدرب جابرييل كالديرون صاحب التجربة المميزة، وخلال العام الحالي عاد المنتخب مجددًا إلى الدوحة بلاعبين من طراز بدلاء البدلاء، ولم يكن الأمر هذه المرة يتطلب تواجد مجبل فرطوس أو يونس محمود لأن التعامل مع الصقور بعد تقليم مخالبها لا يتطلب بذل جهد كبير.!
ولا يلام الشارع الرياضي في ردة فعله الغاضبة بعد الظهور الأول لمنتخب بلاده في كأس العرب الحالية، وربما كان قرار اتحاد كرة القدم بإرسال فريق بلا طعم ولا لون ولا رائحة أقرب إلى العشوائية، مع أن الخيارات واسعة بوجود عشرات اللاعبين الذين يمكن الاستعانة بهم أثناء توقف منافسات الدوري، ولو أقيمت مسابقة “فانتازيا” لاختيار أسوأ تشكيلة للمنتخب لما ذهبت الجائزة بعيدًا عن السريالي الذي استدعى قائمة المنتخب المشارك في كأس العرب حاليًا، خاصة أن أصغر متابعي مباريات الدوري المحلي يستطيع تكوين ثلاثة منتخبات سعودية أفضل من هذا المنتخب.
وبعيدًا عن عدم أهمية البطولة قياسًا على الاستحقاقات التي تنتظر كرة القدم السعودية، إلا أن غياب المنتخب الأول ليس مبررًا لتشكيل منتخب هزيل على طريقة من كل بستان زهرة، وتجاهل أهمية إعداد المنتخبات للظهور بمستوى يوازي سمعة كرة القدم السعودية والتطور الذي أصابها خلال السنوات الأخيرة تحديدًا، خاصة أن الأندية تعج باللاعبين المؤثرين من أصحاب المواهب، وما أكثر هؤلاء الذين ينتظرون فرصة ارتداء قميص المنتخب لإظهار قدراتهم، وربما كان هذا ما ينقص المنتخب الموجود حاليًا في الدوحة.