|


د.تركي العواد
منتخب لا يشبهنا
2021-12-05
المنتخب السعودي لديه شكل واضح، لديه أسلوب أنيق لا يشبه أحدًا. يعتمد على المهارة التي تسرق القلوب، يراوغ بفنٍّ، ويمرر بسحر. لا أتحدث عن المنتخب الأول اليوم، بل عن كل المنتخبات التي مثَّلت المملكة منذ الثمانينيات الميلادية التي تشكَّلت خلالها هويتنا الكروية.
في الدوحة، ظهر لنا منتخب لا يشبهنا أبدًا، ليس فيه من الصقور إلا اللون الأخضر. لم يكن ممتعًا ولا مقنعًا، ولا حتى مبشِّرًا بمستقبل واعد. أتفق مع الاتحاد السعودي في أن المنتخب الأول في حاجة إلى الراحة بعد تصفيات طويلة أرهقت اللاعبين وأعيتهم. أتفق أن هناك حاجة إلى إرسال شبَّان، يمكن أن نعوِّل عليهم قريبًا، لكن ما حدث فاجأنا جميعًا. اختيارات غريبة للاعبين لم نشاهدهم من قبل.
كان في الإمكان اختيار لاعبين يملكون القدرة والرغبة لإثبات وجودهم. العبود والنجعي وصالح الشهري وأحمد شرحيلي وعلي الحسن وغريب الأولى بالمشاركة في هذه البطولة. لو شاركوا لحملوا معهم شخصية المنتخب الذي يتصدَّر مجموعته.
مَن اتخذ القرار بالمشاركة بخلطة عجيبة من اللاعبين، يجب أن يخرج ويفسِّر لنا سبب تلك الاختيارات.
مَن اختار مدربًا لم يدرب في حياته، يجب أن يخرج ويفسِر لنا سبب الاختيار.
إذا كان رينارد لا يريد تدريب المنتخب في هذه البطولة، فهذا مقبول، لكن أن يفرض مدربًا مجهولًا، أهم إنجازاته تدريب أكاديمية “نيس” فهذا شيء معيب. بونادي كان تائهًا في الملعب. لم يكن يعرف أين يقف، أو ما يجب عليه أن يفعله. بعد الهزيمة من الأردن غيَّر الفريق بأكمله. لا يلام.. لا يلام.. دون مقدمات وجد نفسه يقود أعظم منتخب في القارة.
لا ألوم المدرب فقد وُضِعَ في موقف لم يكن جاهزًا له، كأن تطلب من مهندس الصوت إلقاء كلمة في مؤتمر مكافحة التصحر وتريد منه ألَّا يتلعثم. لا يمكن أن نختار أقرب شخص نعرفه، ونعتقد أنه يفي بالغرض.
لم تنته البطولة بعد، وهذا شيء مقلق، فما زالت هناك مباراة أمام المغرب. لا أستطيع توقع النتيجة، لكنني أستطيع توقع أنها لن تكون أسهل من سابقتيها، فالمغرب لن يلعب مع الأخضر الشاب، بل مع منتخب هزمه في كأس العالم، وجاء وقت الانتقام.
الاتحاد السعودي مدين لنا جميعًا بمؤتمر صحفي، يلقي فيه الضوء على ما حدث في الدوحة.