كنت أريد تغيير العالم، كانت عندي قناعات بأن تغيير العالم للأفضل لا يتطلب معجزات، إنما إرادة قوية وطموح لا يتوقف عند غايات شخصية.
هكذا فكرت أو هكذا فكر الشخص الذي كنته وأنا في العشرين، وكان عليَّ أن أشخص الأسباب التي صنعت كل المتناقضات في عالمنا، فبقدر ما في الحياة من سعداء هناك من يعيشون في شقاء، وبقدر ما يوجد غنى هناك فقر، تطلب مني التشخيص حوالي 30 عامًا، والحقيقة أنني لم، أنشغل كل هذه المدة في البحث في الأسباب والنتائج بقدر ما وجدت أنني أراقب نفسي وأراجع سلوكها، اكتشفت خلال السنوات بأنني في بعض الأحيان عملاق، وفي أحيان نملة بين أفيال، وبأنني طيب جدًا، وبأنني قاس مثل الحجر الصلب، وبأنني كريم معطاء، وبخيل لدرجة خجلت فيها من نفسي، كنت أتوصل بعد كل سنوات بأنني لا أبقى على سلوك واحد، وهكذا الناس، شيء أشبه بالصباح والمساء مختلفين، ففي الوقت الذي أكون فيه كريمًا هناك بخلاء، وفي الوقت الذي يكون فيه طيبون أكون قاسيًا، توصلت أن العالم كان هكذا دائمًا وسيبقى، وأن الحل للأفضل يكمن في زيادة قليلة من كل منا، أن نبقى طيبين بقدر أكثر، وكرماء أكثر ولو بقليل، وأن الزيادة في التنازل لا تعتبر سذاجة ولا جبنًا، بعد هذه السنوات الـ30 أدركت أن العالم قد يتغير للأفضل إذا ما أردنا تغييره بتقديم تنازلات محدودة لا تناقض جيناتنا وما اكتسبناه، لأن الصفات البشرية بحلوها وسوئها لن تزول، إنما نستطيع أن نزيد الحلو فينقص السوء. كنت أعتقد بأني لا بد أن أكون ثريًا جدًا لكي أغير شيئًا من العالم للأفضل، لكنني آمنت بأنني لست بحاجة للثراء، لا يتطلب تغيير العالم مالًا أو جهدًا كبيرًا من شخص في حالتي، فزراعتي لوردة واحدة ستجعل من العالم أجمل وأفضل، وأستطيع مضاعفة التغيير للأفضل إذا ما زرعت وردتين، ومع أنني في فترة ما زرعت عشرات الورود في حديقة منزلي وجعلت من العالم أفضل إلا أنني تخليت عنها بعد أن وصلتني فاتورة مياه ضخمة في حساباتي، لكنني صنعت عالمًا أجمل ولو لفترة، وضربت موعدًا جديدًا مع العالم لجعله أجمل في وقت ما.
اليوم وأنا في هذا العمر أدرك بأن حماس الشباب الذي كنت أعيشه أشغلني مبكرًا عن الانتباه للتفاصيل الصغيرة من حولي، والأشخاص الرائعون الذين لم أنتبه لجمالياتهم وأهمية وجودهم، وهذا مما أردت أن ينتبه له الشباب مبكرًا، بأن تغيير العالم للأفضل يبدأ بالاهتمام بمحيطنا الصغير، بجعل حديقة المنزل أفضل، بإعطاء جزء من وقتنا لأحبتنا، برسم ابتسامة الرضا على وجوه جيراننا، بجبر خواطر من نستطيع جبر خواطرهم.
هكذا فكرت أو هكذا فكر الشخص الذي كنته وأنا في العشرين، وكان عليَّ أن أشخص الأسباب التي صنعت كل المتناقضات في عالمنا، فبقدر ما في الحياة من سعداء هناك من يعيشون في شقاء، وبقدر ما يوجد غنى هناك فقر، تطلب مني التشخيص حوالي 30 عامًا، والحقيقة أنني لم، أنشغل كل هذه المدة في البحث في الأسباب والنتائج بقدر ما وجدت أنني أراقب نفسي وأراجع سلوكها، اكتشفت خلال السنوات بأنني في بعض الأحيان عملاق، وفي أحيان نملة بين أفيال، وبأنني طيب جدًا، وبأنني قاس مثل الحجر الصلب، وبأنني كريم معطاء، وبخيل لدرجة خجلت فيها من نفسي، كنت أتوصل بعد كل سنوات بأنني لا أبقى على سلوك واحد، وهكذا الناس، شيء أشبه بالصباح والمساء مختلفين، ففي الوقت الذي أكون فيه كريمًا هناك بخلاء، وفي الوقت الذي يكون فيه طيبون أكون قاسيًا، توصلت أن العالم كان هكذا دائمًا وسيبقى، وأن الحل للأفضل يكمن في زيادة قليلة من كل منا، أن نبقى طيبين بقدر أكثر، وكرماء أكثر ولو بقليل، وأن الزيادة في التنازل لا تعتبر سذاجة ولا جبنًا، بعد هذه السنوات الـ30 أدركت أن العالم قد يتغير للأفضل إذا ما أردنا تغييره بتقديم تنازلات محدودة لا تناقض جيناتنا وما اكتسبناه، لأن الصفات البشرية بحلوها وسوئها لن تزول، إنما نستطيع أن نزيد الحلو فينقص السوء. كنت أعتقد بأني لا بد أن أكون ثريًا جدًا لكي أغير شيئًا من العالم للأفضل، لكنني آمنت بأنني لست بحاجة للثراء، لا يتطلب تغيير العالم مالًا أو جهدًا كبيرًا من شخص في حالتي، فزراعتي لوردة واحدة ستجعل من العالم أجمل وأفضل، وأستطيع مضاعفة التغيير للأفضل إذا ما زرعت وردتين، ومع أنني في فترة ما زرعت عشرات الورود في حديقة منزلي وجعلت من العالم أفضل إلا أنني تخليت عنها بعد أن وصلتني فاتورة مياه ضخمة في حساباتي، لكنني صنعت عالمًا أجمل ولو لفترة، وضربت موعدًا جديدًا مع العالم لجعله أجمل في وقت ما.
اليوم وأنا في هذا العمر أدرك بأن حماس الشباب الذي كنت أعيشه أشغلني مبكرًا عن الانتباه للتفاصيل الصغيرة من حولي، والأشخاص الرائعون الذين لم أنتبه لجمالياتهم وأهمية وجودهم، وهذا مما أردت أن ينتبه له الشباب مبكرًا، بأن تغيير العالم للأفضل يبدأ بالاهتمام بمحيطنا الصغير، بجعل حديقة المنزل أفضل، بإعطاء جزء من وقتنا لأحبتنا، برسم ابتسامة الرضا على وجوه جيراننا، بجبر خواطر من نستطيع جبر خواطرهم.