|


محمد الغامدي
أخضر شاحب
2021-12-08
كان هناك أكثر من طريقة وخطة بديلة لمشاركة الأخضر في بطولة العرب، تحفظ للكرة السعودية سمعتها وصيتها وهيبتها التي تضررت كثيرًا دون إلحاق الإرهاق بلاعبي المنتخب الأول وضغطهم بالمباريات، لكن اتحاد الكرة اتجه للطريق الخاطئ وللخيار الأسوأ الذي أحرج منتخبنا وجمهوره ولاعبيه ومدربه، لنخرج بأضعف المستويات وأدنى المشاركات بين الفرق العربية.
في البداية لا بد أن نعذر اللاعبين ومدربهم الذين تم تجميعهم في وقت قصير ووجدوا أنفسهم أمام مشاركة تتطلب منهم التواجد بفاعلية أمام فرق استعدت وتجهزت، فيما كان لاعبو منتخبنا ومدربهم يتعارفون على بعضهم بعضًا في صالة المغادرة بالمطار، ويشاركون في أول تدريباتهم في قطر قبل يومين من انطلاقة البطولة، فكانت النتائج والمستويات مقرونة بالرؤية القاصرة في الدفع بمنتخب تم تجميعه بطريقة عليها أكثر من علامة استفهام، لكن السؤال ما الذي دفع اتحاد الكرة لاتخاذ خطوة الزج بلاعبين كانت لغة التفاهم والانسجام بينهم معدومة دون مراعاة لعواقب ذلك القرار وآثاره على اللاعبين والجمهور والكرة السعودية؟ وهو منتخب لا يمكن تصنيفه بالرديف أو الأولمبي أو الشباب، يبدو لي أن اتحاد الكرة لم يتوقع ردة الفعل تلك ولم يحسب لها حسابًا، وكأن النتائج أيًا كانت ستسير بهدوء مع محدودية خبرة اللاعبين وأعمارهم السنية في ظل أن المنتخب الأول يسير بشكل تصاعدي في مستوياته ونتائجه، وهو كفيل بأن أضرار الخروج من كأس العرب لن تشكل عائقًا أو تذمرًا من النتائج التي قد تحدث، لكن تلك التقديرات كانت خاطئة، واتضح أن اتحاد الكرة وحتى مدربه رينارد ارتكبا خطأ جسيمًا بحق سمعة الكرة السعودية، وتسببا بضرر معنوي وفني بحق اللاعبين، أما تحميل الأندية وزر تلك المشاركة الضعيفة بحجة عدم قدرة اتحاد الكرة فرض ضم لاعبين خارج أيام الفيفا فإن تلك الحجة ضعيفة وانتفت مع سماح الأندية بخروج لاعبيها العرب للعب في البطولة مع منتخبات بلدانها، وإقامة بعض الفرق لمعسكرات داخلية وخارجية وعدم إقامة مباريات الدوري أثناء مباريات الدور الأول من البطولة، ولن أقول كما قال البعض إن الأندية الكبيرة أقوى من اتحاد الكرة.
أخيرًا.. على اتحاد كرة القدم ومدربه تقديم اعتذار صريح للجمهور على الضرر الذي لحق بالكرة السعودية من جراء تلك المشاركة والمستويات المذلة مهما كانت الأعذار والمسببات التي ساقها ويسوقها مسيروه لتخفيف آثار ظهور الأخضر شاحبًا.