|


حسن عبد القادر
...واشربوا من البحر
2021-12-09
“لن تكون هناك مشكلة في كيفية إدخال معلومة جديدة في رأسك. المشكلة الحقيقية هي كيف أستطيع إخراج المعلومة القديمة من رأسك”.
بحسب هذه العبارة تسير أغلب الآراء بين الجماهير وبعض الإعلام في التعامل مع متغيرات الاحتراف ومتطلباته، فهم يتعاطون مع الواقع الحالي لسوق الانتقالات بفكر اللاعب الهاوي “ابن النادي” الذي يجب أن يتنازل عن تأمين مستقبله وطموحاته وتخطيطه لمستقبله من أجل إرضائهم. هذه أفكارٌ بالية لم يعد لها وجود في سوق العرض والطلب، والمصلحة الشخصية للاعب المحترف، لأنه إذا انتهى العمر الافتراضي للاعب في الملاعب، أو توقف عن الركض بسبب إصابة، فإن كل الذين يتحدثون عن الولاء للشعار والكيان سيكتفون بدور المتفرج، وهو يطلب قوت يومه ما بقي من حياته.
انتقال سعود عبد الحميد مثالٌ حاضر أمامنا للأفكار التي يصعب أن تُخرجها من الرأس، فهم يريدونه أن يكون مثل جدران النادي التي لا تباع ولا تنتقل، وهذا مفهوم خاطئ، فاللاعب بحث عن مصلحته، وعن المقبل في مستقبله، وقرر الرحيل عقب انتهاء العقد الذي بربطه بناديه بعد أن أدى دوره كاملًا أثناء وجوده معهم، إذًا أين المشكلة؟
انتقاله ليس مشكلة، المشكلة في العقول التي تتعامل مع سوق العرض والطلب والمصلحة الخاصة باللاعبين بطريقة العيب والعار، بأنه خلع قميص ناديه وارتدى قميص ناد آخر.
سعود عبد الحميد “حسبها صح”، فهو لم يفكر في تقارب العرضين، بل أي الناديين سيخدم مسيرته المستقبلية، ووجد أن الهلال هو الأنسب، هذا هو الأمر ببساطة، فاللاعب ليس خائنًا كما قال بعضهم، ووكيله ليس متواطئًا لأنه لم يجبره على التوقيع للاتحاد، لكن هذه هي المفاوضات، وهكذا تسير عملية الانتقالات والمفاوضات في كل العالم، فالمصلحة هي التي تسيِّرها لا العواطف.
في الجانب الآخر، الهلال لم يخالف قواعد اللعبة بالتوقيع مع اللاعب، لأنه وقَّع مع لاعب متاح، وإن لم يحصل عليه فقد يذهب لناد آخر، وطالما أنني أملك المال والقدرة على صناعة فريق للمستقبل، سأفعل كما يفعل الهلال.
أما المتباكون من الجماهير وبعض الإعلام على مسألة التقارب بين الناديين، فهذا هو الجهل بعينه، لأن الرابط الوحيد بين الأندية هو المصالح لا التبعية، ولهؤلاء أقول: لو “زعلكم الهلال بالتعاقد مع لاعبكم، اشربوا من البحر”.