|


نجم الأهلي يسرد ذكرياته مع الأسطورة الأرجنتينية

عامر: مارادونا.. مدرسة الطيبة

حوار: عبد الغني الشريف 2021.12.13 | 09:46 pm

مثَّل فريق الأهلي الأول لكرة القدم، كما لعب للمنتخب السعودي، وعمل مدربًا خلال مسيرته الكروية.
يحمل في ذاكرته أجمل الذكريات مع الراحل الأرجنتيني مارادونا،، وتحديدًا خلال مشاركة أسطورة كرة القدم العالمية مع الأهلي في مباراة اليوبيل الذهبي للنادي.
يحيى عامر، في حواره مع “الرياضية”، تحدث عن المباراة التاريخية التي لعبوا فيها إلى جوار مارادونا، مؤكدًا أنها كانت حلمًا بالنسبة إليه وكل لاعب في زمانه باللعب مع نجم “التانجو”، الذي وصفه بالنجم المتواضع عكس ما كان بعضهم يظنه عنه بأنه متكبِّر ومتعالٍ، كاشفًا عن مواقف جميلة حدثت خلال ذاك اللقاء.
01
ما أجمل الذكريات التي تحتفظ بها خلال لعبك إلى جوار مارادونا في مباراة اليوبيل الذهبي للنادي؟
ذكريات رائعة لا تنسى. هذا الحدث الكروي بالنسبة لي أجمل ذكرى في تاريخي الرياضي كله، خاصةً أن مارادونا كان وقتها النجم الأول في العالم. توقَّعنا أن مارادونا سيكون متعاليًا ومغرورًا بحكم أنه لاعبٌ كبير، وأنه قادم من أجل المال فقط، لكنَّه أثبت عكس ذلك، فقد كان مرحًا ومتواضعًا، ويحب المزاح كثيرًا، أما في التدريبات فكان جادًّا جدًّا، ولعب المباراة وكأنها مباراة رسمية لا احتفالية.
02
بماذا شعرت وأنت ترى النجم الأرجنتيني الكبير يشارك معكم في المباراة؟
شعرت بسعادة لا توصف، كذلك الحال مع زملائي اللاعبين في الفريق. لم نصدِّق أنفسنا أننا سنلعب إلى جوار النجم الأول في العالم في فريق واحد وخلال مباراة كاملة. أعدُّ هذه المواجهة، في اليوبيل الذهبي للأهلي، أهم حدث رياضي، ليس في تاريخ النادي فقط، بل وفي تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية أيضًا.
الزيارة كانت الأولى للنجم العالمي وهو في قمة نجوميته، وكم كنا متشوِّقين لوصوله إلى السعودية والتدرُّب معه، كما أن كثيرًا من زملائنا في الأندية الأخرى كانوا يعبِّرون لنا عن رغبتهم في مشاركة مارادونا التدريب واللعب. لقد كان حلمًا للجميع.
03
ماذا استفدت من التدرُّب مع مارادونا، واللعب إلى جواره في المباراة؟
استفدت كثيرًا من مهارته الكروية، وقدرته على السيطرة على الكرة. مارادونا كان يتميَّز بـ “اللعب السهل الممتنع”، كما كان لاعبًا قياديًّا أثناء التدريبات وخلال المباريات. أتذكَّر أنه كان يوجِّهنا كثيرًا في الحصة التدريبية وأثناء المباراة على الرغم من أنها كانت مباراةً احتفالية، إذ كان جادًّا جدًّا، وحريصًا على أن نفوز فيها لدرجة أنه تضايق كثيرًا عندما أضعت فرصةً انفرادية، ويمكنني التأكيد أن موهبته لن تتكرَّر في ملاعب كرة القدم أبدًا.
04
بماذا تصف مشاركة دييجو لكم في احتفالات الأهلي باليوبيل الذهبي للنادي؟
في رأيي، هذه المشاركة أعظم حدث في تاريخ كرة القدم السعودية. حينها تحدث الوسط الرياضي الكروي في العالم كله عن زيارة مارادونا إلى السعودية، ومشاركته مع الأهلي في هذه المباراة، وأتذكَّر أنني قابلت بعدها بأعوام مدربين من تونس والبرازيل، والكل كان يسألني عنها، ويطلب مني الحديث عن كواليس مشاركة مارادونا معنا، إلى جانب التعبير عن سعادتهم بالقدوم إلى النادي الأهلي الذي زاره ولعب له دييجو، مع العلم أن بيليه، الأسطورة البرازيلية، زار الأهلي أيضًا، لكنَّ أصداء مشاركة مارادونا مع الفريق كانت الأكثر تميُّزًا، لأنه كان النجم الأول في العالم حينها.
05
هل حدثت مواقف طريفة خلال لعب مارادونا معكم في تلك المباراة؟
في الشوط الأول من المباراة، أرسلت كرةً إلى مارادونا، الذي أعادها إليَّ مجددًا، لأجد نفسي بلمسة واحدة من الأسطورة الأرجنتينية منفردًا بالمرمى، ولأنني لاعبٌ في مركز المحور الدفاعي، لم أصدِّق نفسي أنني أواجه حارس الفريق المنافس، ومن هول الصدمة سدَّدت الكرة إلى خارج الملعب، وبين الشوطين جاء إليَّ مارادونا معاتبًا، وسألني كيف أضيِّع مثل هذه الفرصة السهلة، ولماذا لم أراوغ الحارس؟ وقد ترجم سؤاله لي كلٌّ من عبد الله الرشود، وخالد أبو راس، فقد كانا يتحدثان البرتغالية، فطلبت منهما أن يقولا له: إنني لا أرى حارس الخصم إلا كل خمسة أعوام مرةً واحدة، لأنني مدافع، فما كان من مارادونا إلا أن ضحك على إجابتي.
06
ما أكثر أمر أعجبك في دييجو أثناء لعبك إلى جواره؟
مهاراته الكروية المميزة، ولعب المباراة بشكل جاد على الرغم من أنها احتفالية، والتعاون مع جميع اللاعبين، حتى إن هناك لاعبين لم يسبق لهم أن سجلوا هدفًا طوال مسيرتهم، استطاعوا فعل ذلك مع دييجو الرائع. أذكر أنني قلت وقتها لبندر سرور، زميلي في الفريق، بعد تسجيله هدفًا: “أخيرًا سجلت”. فأخذ يضحك على تفاعلي مع هدفه. أيضًا أذكر أننا قبل المباراة أجرينا مناورةً تكتيكية في التدريبات، وشارك مارادونا مع الفريق المنافس لي، وجرت الحصة على ملعب الأمير محمد العبد الله الفيصل في النادي، الذي امتلأ بالكامل بالجماهير، يومها فقط عرفت معنى “النجم الجماهيري والقائد”، إذ كان يتدرَّب بجدية، ويوجِّه اللاعبين كثيرًا.
07
كيف كان مارادونا يتعامل معكم خلال التدريبات وأثناء المباراة؟
قبل أن نلتقيه، كنت أظن وكل زملائي اللاعبين بأن مارادونا لاعب متعالٍ ومغرور، إذ إنه أفضل لاعب كرة قدم في العالم، لكنه أثبت عكس ذلك تمامًا. صدقًا تفاجأنا بطيبته. مارادونا كان شخصًا مرحًا، ويحب الضحك كثيرًا، والموسيقى والرقص، وفي غرفة الملابس، كان كثيرًا ما يشغِّل الموسيقى، ويرقص. بالنسبة لي، لم أصدِّق البساطة التي ظهر عليها، وأذكر أنه كان يحب الكيك الإنجليزي. ببساطة، مارادونا كان مدرسةً في الإبداع داخل الملعب وخارجه، وشخصًا خلوقًا جدًّا.


عامر: 
مارادونا.. مدرسة الطيبة