|


فهد الروقي
«البداية والنهاية»
2021-12-14
لن يجد النصر فرصة سانحة لتعديل بعض أوضاعه وتهدئة حملة الغضب العارمة من جماهيره بعد أن قتل الهلال أحلامه و”ركز” في قلبه سهمًا غائرًا يحتاج لسنوات حتى يتعافى منه حين هزمه في نصف نهائي القارة أفشل كل مخططاته في الحصول على بطولة لم يحصل عليها طوال تاريخه في حين أن لاعب الهلال “أمير كردي” يتفوّق عليه بذلك ولن أقول الهلال فالفرق بين كبير القارة وجاره كبير جدًا ولا مجال للمقارنة بل إن ميزة الأصفر البراق هو اقتران اسمه بالقمر.
من بعد دوري أبطال آسيا 2019 والتي وأدت “العالمية صعبة قوية” واستبدلتها بـ “الآسيوية صعبة قوية” حاول النصر أن يكون الهلال بالسير على نهجه بوضع البطولة هدفًا أساسيًا ومن ثم التعاقد مع أكبر قدر من اللاعبين وعلى طريقة “إن شفت شيء في طريقك واعجبك شلّة” فتعاقد في الصيفية التي تليها بأكثر من “درزن” من اللاعبين ولا يوجد فيهم لاعب واحد استطاع أن يحجز خانة في الخارطة الأساسية بحيث يصعب الاستغناء عنه وقد تناسى صنّاع القرار الأصفر أن ركائز الهلال الأساسية من اللاعبين المحليين من أبناء النادي الذين ترعرعوا بين جنباته وشربوا من ثقافته وهو العامل الوحيد الذي لم ولن يستطيعوا الحصول عليه، فالثقافة الصفراء قائمة على الفوضى والخلافات والتقليد والقدرة العجيبة على خلق المشاكل والاضطرابات والإيمان العميق بفكر المؤامرة لدرجة غير معقولة وقد يعزون خسارة فريقهم “لمراقب حكام” أو ضربة ركنية لم تحتسب أو بطاقة صفراء لم تمنح للاعب من المنافس مع تجاهل أن هناك ضربة جزاء عليهم ولاعب يستحق الطرد من فريقهم وهدفًا من وضع تسلل في زمن التقنية مكنهم من حصد النقاط الثلاث ولشدّة تمسكهم بهذه الثقافة وكأنها هواء يستنشق في داخل النادي من يدخله لابد أن يتعاطاه فإن أي شخص يؤمن بخلاف ذلك وينتقده بمجرد أن يصبح مسؤولًا فيه يتخلى عن قناعته المنطقية السابقة ويسير معهم في التيار ويصبح مثلهم فما كان ينتقده سابقًا ويعتبره سببًا في الإخفاق يعمله بمجرد أن يكون صاحب قرار فيه حتى ولو كان صوريًا.
مباراة الغد هي فرصة سانحة للنصر لرد جزء من الدين وأن يرتق شقًّا من الشقوق التي مزقته بعد نصف النهائي القاري، خصوصًا وأن خصمه مازال نائمًا في العسل بعد اللقب القاري ولاعبوه مشغولون بالتفكير في بطولة أندية العالم رغم الفترة الزمنية التي تفصل بين الحدثين.

الهاء الرابعة
إن كان ما أنته مصافيني على الشدة
وقت الرخاء واجد ربعي وخلاني.