|


محمد المسحل
كأس العرب العالمية
2021-12-18
أُسدل الستار على كأس العرب العاشرة في دولة قطر الشقيقة، بنسخة تاريخية، وفي أيام تاريخية لدول الخليج والدول العربية.
أبدعت قطر بتنظيم نسخة عربية على طراز عالمي، منذ الافتتاح وحتى الختام. وأبدع العرب بحضور جماهيرهم الرائعة، التي رسمت لوحات فسيفساء ثقافية واجتماعية ورياضية هي الأروع والأجمل حتى الآن.
هي المرة الأولى التي أشاهد فيها استغلالًا لإرث رياضي تم إنشاؤه لمناسبة معينة (كأس العالم 2022)، حتى قبل بدء المناسبة التي أنشىء لها بعام، فما بالك لاستغلالها لما هو بعد ذلك.
أثبتت دول شمال إفريقيا علو كعبها في كرة القدم على غيرها من الدول العربية، وخصوصًا الجزائر وتونس، وبالتأكيد المغرب ومصر، (مع البروز الاستثنائي للمنتخب القطري بطبيعة الحال). مما يثبت أن التقدم الكروي في هذه الدول، يعتمد على عمل تراكمي من عشرات السنين، وعلى عدد الفرق التي تشارك في مسابقات اتحاداتهم الوطنية في المنافسات الداخلية. ففي الجزائر مثلًا، يوجد حوالي 5,900 فريق كرة قدم تشارك في حوالي 400 منافسة كروية رسمية لثمان مستويات (للمحترفين والهواة)، بمتوسط يبلغ حوالي 137 فريق لكل مليون نسمة، ولو قسنا ذلك على كرة القدم السعودية، نجد أننا بحاجة ماسة لإعادة هيكلة طريقة وعدد المسابقات الكروية في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
على أية حال، أعود لأجوائنا العربية الجميلة، التي امتلأت بعبق الوحدة والتلاحم، بداية بجولة سمو سيدي ولي العهد على دول مجلس التعاون الخليجي، مرورًا بالقمة الخليجية الاستثنائية التي أعادت أركان العمل الخليجي للطريق الصحيح، وانتهاء بالنسخة العاشرة لكأس العرب، هذه البطولة التي أسسها أمير الشباب فيصل بن فهد، رحمه الله، وتعاقب عليها وزراء الرياضة السعوديون حتى وصلت الآن لسمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي، ليحملها إلى عنان السماء، بدعم تاريخي من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله.
عندما تظافرت جهود العرب، يصبح للعرب مكانتهم الطبيعية بين دول العالم، وها هي اللغة العربية ستصبح اللغة الرسمية الخامسة للاتحاد الدولي “فيفا”، حيث أن هذا المستوى من الاهتمام في الاتحاد العربي وهذا التنظيم القطري الرائع، لا بد وأن يُصنف على أنه حدث عالمي بامتياز.
مبروك للجزائر هذه الكأس العربية العالمية التاريخية، وحظ أوفر للأشقاء التوانسة، وألف مبروك لنا جميعًا عودة التلاحم العربي عن طريق الرياضة، ومبروك لنا جميعًا هذا المستوى الاحترافي من الأداء الرياضي والجماهيري والمؤسسي، الذي سيجعل السقف أعلى لكل عمل رياضي قادم، في كل دولة عربية تفكر بتنظيم حدث رياضي ما.