- هناك أناس يتعاملون معك ككاتب وكأنّ مهمتك حل مشاكلهم، بدءًا من الاكتئاب والملل والرتابة مرورًا بالفشل العاطفي أو الوظيفي، وليس انتهاءً بأفضل طريقة لقراءة الكُتُب، وإنقاص الوزن.. بالمَرَّة!.
- ظنّي أنّ المسألة تتعلّق أولًا بالقيمة الاعتباريّة للكتابة نفسها. لا أقصد قيمة ما يكتبه الكاتب، لكن قيمة الكتابة، أيّ كتابة، بالمُطْلَق!. حيث رسائل السّماء نزلت على هيئة كُتُب، وحيث السُّلطات السّياسيّة أقامت حُكْمَها ووثّقتْ سيطرتها وهيبتها عبر تعليمات وقوانين مكتوبة في نهاية الأمر!.
- ونحن، باختصار، أقرب إلى تصديق من يقول لنا معلومة، وإلى الاقتناع أسرع برأي من يقول لنا، إنّه قرأ ذلك في الكتاب الفلانيّ، من ذلك الذي يقول لنا إنه سمع تلك المعلومة أو ذلك الرّأي من فلان أو علّان في جلسة!. لدينا إحساس أنّ ما كُتِب صار نهائيًا، مدعوم بمخاوف، في اللاوعي، من أنْ يكون ذلك النهائي خادعًا أو كاذبًا أو خاطئًا!.
- هكذا يصير ما يُكتب في صحيفة يوميّة مثلًا أعلى قيمة من حديث يُحكى في جلسة!. لكنه يظلّ أدنى قيمةً ممّا يُمكن له أنْ يُخَطّ في كتاب!. حديث الجلسة عابر وليس نهائيًا، ليس له صفة القطع والحسم!، بينما المقالة الصحفيّة أكثر ثباتًا، لكنها أقلّ من الكِتَاب بكثير جدًّا من حيث قدرتها على هذا الثّبات عبر الزّمن، ففي اليوم التّالي هناك مقالات أُخرى، وورق آخر، وصحيفة لا تؤكّد كلام الأمس، وتستعيب إعادة نشره!. في حين أنّ الكِتَاب أكثر ديمومةً وبقاءً، ومن المُبهج، ومن دواعي الفخر ودلائل النّجاح، إعادة طبعه كلّما نَفَد من الأسواق!.
- كثير من الكُتَّاب ينتفخون بزهو فارغ لطلبات المُساعَدَة من كثير من القُرَّاء في حلّ مشاكلهم اليوميّة. يظنّون أنهم أهْلٌ للدّخول في حياة النّاس الخاصّة جدًّا والتّدخّل في شؤونهم!. الحقيقة إنهم يهربون من مشاكلهم إلى مشاكل الناس!. شبكات التّواصل أشعلت نيران هذا الصّفاقة بشكل متبادَل وعلى نحو لم يسبق له مثيل من قبل!. نيران صفيقة!.
- حقيقة الكتابة أنّها موهبة. والموهبة هي أجمل وأحلى مَرَض يُمكنه أنْ يُصيب إنسانًا!. لكنها في النهاية مَرَض!. حيث لا يقدر الموهوب على فهم الدّنيا، والأهم أنّه لا يقدر على الاتّزان فيها ولا على رؤيتها مُتَزِنّة، فيما لو لم يُمرّرها على أدوات موهبته، ويعيد بالتالي تشكيلها بناءً على ما تقترحه هذه الموهبة وما تُنتجه في مجالها!.
- الموهوب في أيّ مجال: فنّان!. لأنّ الموهوب يحوّل مجاله و”حِرْفته” إلى فنّ!. يفعل ذلك رغمًا عنه، لأنه لا يعرف كيف يعمل ما يعمل بشكل آخَر!. لكن الفنّان ليس طبيبًا، فإنْ كان كذلك فهو طبيب نفسه ليس إلّا!. إنّه يُعالج، أو يحاول مُعالجة، نفسه، وبفشل دائم!. ذلك أنّه فيما لو نجح لاكتفى، ولحَدَثَ تغيير في طبيعته، قد يحجب موهبته ويمنعه من فنّه أو عن فنّه!. فإنْ لم يكن الفنّان طبيبًا، إلا على نفسه، فهو أيضًا ليس مُصلحًا اجتماعيًّا حتى لنفسه!.
- والكاتب الموهوب: فنّان!. بالكاد يُحاوِل معالجة نفسه دون جدوى!. ليس لديه من الحلول حلّ يثق بصحّته تمامًا، ويطمئنّ إلى ضرورة اتّباعه وترك ما عداه!. تنطبق عليه حكمة السؤال الشهير، وأعتذر عن صفاقته: إلى أين يذهب الثّور إذا لم يحرث؟!.
- ظنّي أنّ المسألة تتعلّق أولًا بالقيمة الاعتباريّة للكتابة نفسها. لا أقصد قيمة ما يكتبه الكاتب، لكن قيمة الكتابة، أيّ كتابة، بالمُطْلَق!. حيث رسائل السّماء نزلت على هيئة كُتُب، وحيث السُّلطات السّياسيّة أقامت حُكْمَها ووثّقتْ سيطرتها وهيبتها عبر تعليمات وقوانين مكتوبة في نهاية الأمر!.
- ونحن، باختصار، أقرب إلى تصديق من يقول لنا معلومة، وإلى الاقتناع أسرع برأي من يقول لنا، إنّه قرأ ذلك في الكتاب الفلانيّ، من ذلك الذي يقول لنا إنه سمع تلك المعلومة أو ذلك الرّأي من فلان أو علّان في جلسة!. لدينا إحساس أنّ ما كُتِب صار نهائيًا، مدعوم بمخاوف، في اللاوعي، من أنْ يكون ذلك النهائي خادعًا أو كاذبًا أو خاطئًا!.
- هكذا يصير ما يُكتب في صحيفة يوميّة مثلًا أعلى قيمة من حديث يُحكى في جلسة!. لكنه يظلّ أدنى قيمةً ممّا يُمكن له أنْ يُخَطّ في كتاب!. حديث الجلسة عابر وليس نهائيًا، ليس له صفة القطع والحسم!، بينما المقالة الصحفيّة أكثر ثباتًا، لكنها أقلّ من الكِتَاب بكثير جدًّا من حيث قدرتها على هذا الثّبات عبر الزّمن، ففي اليوم التّالي هناك مقالات أُخرى، وورق آخر، وصحيفة لا تؤكّد كلام الأمس، وتستعيب إعادة نشره!. في حين أنّ الكِتَاب أكثر ديمومةً وبقاءً، ومن المُبهج، ومن دواعي الفخر ودلائل النّجاح، إعادة طبعه كلّما نَفَد من الأسواق!.
- كثير من الكُتَّاب ينتفخون بزهو فارغ لطلبات المُساعَدَة من كثير من القُرَّاء في حلّ مشاكلهم اليوميّة. يظنّون أنهم أهْلٌ للدّخول في حياة النّاس الخاصّة جدًّا والتّدخّل في شؤونهم!. الحقيقة إنهم يهربون من مشاكلهم إلى مشاكل الناس!. شبكات التّواصل أشعلت نيران هذا الصّفاقة بشكل متبادَل وعلى نحو لم يسبق له مثيل من قبل!. نيران صفيقة!.
- حقيقة الكتابة أنّها موهبة. والموهبة هي أجمل وأحلى مَرَض يُمكنه أنْ يُصيب إنسانًا!. لكنها في النهاية مَرَض!. حيث لا يقدر الموهوب على فهم الدّنيا، والأهم أنّه لا يقدر على الاتّزان فيها ولا على رؤيتها مُتَزِنّة، فيما لو لم يُمرّرها على أدوات موهبته، ويعيد بالتالي تشكيلها بناءً على ما تقترحه هذه الموهبة وما تُنتجه في مجالها!.
- الموهوب في أيّ مجال: فنّان!. لأنّ الموهوب يحوّل مجاله و”حِرْفته” إلى فنّ!. يفعل ذلك رغمًا عنه، لأنه لا يعرف كيف يعمل ما يعمل بشكل آخَر!. لكن الفنّان ليس طبيبًا، فإنْ كان كذلك فهو طبيب نفسه ليس إلّا!. إنّه يُعالج، أو يحاول مُعالجة، نفسه، وبفشل دائم!. ذلك أنّه فيما لو نجح لاكتفى، ولحَدَثَ تغيير في طبيعته، قد يحجب موهبته ويمنعه من فنّه أو عن فنّه!. فإنْ لم يكن الفنّان طبيبًا، إلا على نفسه، فهو أيضًا ليس مُصلحًا اجتماعيًّا حتى لنفسه!.
- والكاتب الموهوب: فنّان!. بالكاد يُحاوِل معالجة نفسه دون جدوى!. ليس لديه من الحلول حلّ يثق بصحّته تمامًا، ويطمئنّ إلى ضرورة اتّباعه وترك ما عداه!. تنطبق عليه حكمة السؤال الشهير، وأعتذر عن صفاقته: إلى أين يذهب الثّور إذا لم يحرث؟!.