أفصحت لـ “الرياضية” مصادر خاصة عن تلقّي نادي النصر إشعارًا، في 3 يناير الجاري، باستلام لجنة الاحتراف، في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عقد النادي مع محمد كنو، لاعب وسط الهلال، وتوثيقِه.
وحسب المصادر المطّلعة على تفاصيل الأزمة، وقّع النصر عقد كنو في 2 يناير عبر وكيل اللاعب وشركة “سبورت يارد”، المسؤولة عن إدارة أعماله، ومدير الاحتراف في النادي الأصفر، وخلال اليوم ذاته رفع النادي العقد للجنة مستفيدًا من دخول اللاعب في 1 يناير الفترة الحرة “الأشهر الـ 6 الأخيرة من عقد الهلال”.
كان نادي الهلال أعلن، فجر أمس، عن التجديد مع لاعبه حتى عام 2025.
على إثر ذلك، رد نادي النصر بالكشف عن توقيعه مع كنو، بعد بدء الفترة الحرة، واتخاذ إدارته الإجراءات القانونية تجاه الإعلان الهلالي، واصفًا إياه بالمخالفة القانونية الكبيرة.
وتزامنًا مع البيان النصراوي، أرسلت “سبورت يارد” خطابات للناديين ولجنة الاحتراف أكدت توقيع اللاعب مع النصر وتضمّن عقده شرطًا ماليًا جزائيًا “27 مليون ريال”.
واعتبرت الشركة، في خطاباتها، أن اللاعب تعرض لاحقًا إلى ضغوط دون علم وكيله، مخليةً مسؤوليتها من التبِعات القانونية.
في السياق ذاته، تضاربت الأنباء، حتى ساعة تحرير الخبر، عن إرسال الهلال عقد كنو الجديد إلى لجنة الاحتراف، حيث أكدت مصادر خاصة عدم رفعه وأفادت أخرى بعكس ذلك، علمًا أن النادي ملزم قانونًا برفعه قبل مرور 72 ساعة على توقيعه.
إلى ذلك، كشفت مصادر موثوقة عن نقطة التحول في موقف اللاعب، التي أدت إلى تجديده مع ناديه، رغم رفضه ذلك في وقت سابق.
وأفادت بانهياره وبكائه داخل غرفة الملابس، بعد مباراة السوبر الخميس ضد الفيصلي، واعترافه لفهد المفرج، عضو مجلس إدارة الهلال والمدير التنفيذي لكرة القدم، بالتوقيع مع النصر.
وعندما أُبلِغَ الداعم المالي الرئيسيّ للنادي بالموقف وإبداءِ كنو رغبته في البقاء رغم توقيعه للنصر، أوصى الداعمُ المسؤولين الهلاليين الموجودين في الملعب بتوقيع عقد جديد مع اللاعب، طالما أن هذه هي رغبته، وأكد لهم تحمّله التبِعات المالية كافة المترتبة على ذلك.
نتيجةً لذلك، وقع المحور الدولي عقدًا لـ 3 مواسم مقابل 9 ملايين ريال سنويًا، وهو ذاته راتبه السنوي في عقد النصر.
كانت عروض الهلال السابقة، للتجديد مع اللاعب، تضمّنت راتبًا سنويًا أقل.
- الفترة الحرة.. مشكلة جديدة
عاش محمد كنو، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، أزمة مرتبطة بالفترة الحرة قبل 5 أعوام، لكن بتفاصيل أقل تعقيدًا من أزمته الحالية، الناجمة عن توقيعه عقدين مع الهلال والنصر.
وقبل 5 أعوام، رفض كنو محاولات الاتفاق، ناديه السابق، إقناعه بتوقيع عقد جديد. ورغم تكثيف المحادثات الاتفاقية معه، أصر اللاعب على موقفه بالمغادرة. أمام ذلك، اضطر النادي الشرقي إلى بيع عقده في يوليو 2017 إلى نادي الهلال، قبل شهر من دخوله الفترة الحرة. وفضّل النادي بيع الأشهر الستة الأخيرة من العقد على رحيل اللاعب مجانًا.
- سجل انضباطي نظيف.. واستثناءان
يتمتع محمد كنو، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، بسجلٍ انضباطيّ في دوري المحترفين خالٍ من الإيقاف لتراكم البطاقات أو الطرد، مع استثناءين. وحرم تراكم البطاقات كنو من خوض جولة واحدة فقط، منذ انتقاله إلى الهلال صيف 2017. كان حصوله على 4 بطاقات صفراء، الموسم الجاري، أبعده عن مواجهة النصر في ديربي الرياض، منتصف الشهر الماضي.
وطُرِد كنو مرة واحدة في الدوري، تعود أيضًا إلى ديربي الرياض أمام النصر، ضمن الدور الثاني من موسم 2018ـ2019.
- القيمة السوقية.. تراجع 4 ملايين
يتزامن صراع ناديي الهلال والنصر على محمد كنو، لاعب وسط الفريق الأزرق، مع تراجع قيمته السوقية على موقع “ترانسفير ماركت” المختص برصد انتقالات وأسعار لاعبي كرة القدم.
وحدد الموقع الإلكتروني، الشهر الجاري، قيمة اللاعب السوقية بـ 1.8 مليون يورو “7.67 مليون ريال سعودي”، مقارنةً مع 2.8 مليون يورو “11.93 مليون ريال” في يونيو الماضي، بانخفاض قدره مليون يورو “4.2 مليون ريال”.
ويقيّم الموقع اللاعبين أكثر من مرة خلال العام، لكن دون إيضاح أسباب الارتفاع والانخفاض.
ويرتبط الانخفاض، عادةً، بعاملين رئيسين، هبوط مستوى اللاعبين، أو دخولهم العام الأخير من عقودهم مع أنديتهم.
ويقضي كنو العام الأخير من عقده، الذي بدأ صيف 2017، لكنه جدّد للهلال فجر أمس حتى صيف 2025، بعدما وقع عقدًا بالمدة ذاتها مع النصر.
- العقدان يجددان نزاعات الأندية
أضاف محمد كنو، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، حلقةً إلى مسلسل توقيع لاعب لناديين في آن واحد.
ووقع كنو مع نادي النصر مستفيدًا من دخوله الفترة الحرة قبل أيام، لكنه عاد ووقع لناديه الحالي عقدًا جديدًا بعد انتهاء مباراة كأس السوبر أمس الأول.
وعرِفَت الكرتان السعودية والعالمية حالات مماثلة، فجّرت أزماتٍ بين الأندية وانتهت تارةً بعقوبات وتارةً أخرى عبر حلول ودية.
- 4 خبراء: العقوبة مسألة وقت
أجمع 4 خبراء في اللوائح الرياضية على ضآلة فرصة خروج محمد كنو، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، من أزمة توقيعه لناديي الهلال والنصر دون عقوبة، وعدّوها “مسألة وقت”. واختلف الخبراء، الذين هاتفتهم “الرياضية” أمس، في تقدير حجم العقوبة. لكنهم أغلبهم تحدث عن شقين لها، إيقاف لمدة زمنية محددة وإلزام بسداد تعويض مالي. ولفت أحدهم إلى دور حاسم لرغبة كنو، خلال التحقيقات، في تحديد وجهته المقبلة، دون أن يعفيه ذلك من العقوبات. ووصف الخبراء لجنة الاحتراف، في الاتحاد السعودي، بالجهة المسؤولة عن التحقيق في الأزمة وإصدار القرارات.