الوظيفة صعبة يا عويس
لا تتوقف الأدوار المطلوبة من حارس المرمى على صد الكرات، ومنع الأهداف فقط، وأصبح من الطبيعي أن نرى البعض منهم يشارك خارج حدود المنطقة، ليصنع هجمة، ويسجل هدفًا، ويقوم بدور المدافع الأخير (الليبرو)، مثل عبد الله المعيوف، ومن المؤكد أن هذه الأدوار الجديدة أعطت أهمية كبيرة لمسألة اختيار وتطوير حارس المرمى، كما أنها تتجه إلى عالم الإبداع والابتكار وفن الإعداد والتدريب، وهي أيضًا تفتح المجال وبشكل أكبر وأوسع لحارس المرمى بأن يظهر بشكل مميز وغير عادي أو تقليدي.
أعجبتني فكرة إنشاء مدرسة خاصة ومستقلة لتعليم وتدريب حراس المرمى، ولا شك أن المرحلة تحتاج إلى مثل هذا التخصص، كما أن هذه المدرسة قابلة للتطوير وإدخال بعض العلوم الحديثة والضرورية في تكوين شخصية دائمًا ما تواجة الخوف والرهبة واللحظات الحاسمة والحرجة في الملعب، ودائمًا ما يختزل فيها كل الأخطاء، ولا تعرف الإنصاف من الجماهير والإعلام والمسؤول، كما أن حارس المرمى معرض وباستمرار للاحتكاك المباشر والضغط في أغلب اللحظات وأوقات اللعب والمباريات ومع الأساليب الفنية الحديثة اتجه أكثر المدربين إلى مطالبة حراس المرمى بالخروج من المنطقة، والمشاركة باللعب، وفي تعدد المهام، ومن هنا تتضح أهمية الإعداد المبكر لهذه الخانة بشكل كامل ومدروس وجاهز لإنتاج نماذج متكاملة تستطيع التألق والاستمرار.
أعتقد أن أكثر من سيؤثر ويرجح كفة الفوز في بطولات هذا الموسم هم حراس المرمى، والمتابع المنصف للتفاصيل الفنية أثناء المباريات يدرك وبوضوح مدى التألق والتأثير الكبير للمعيوف في الهلال، وجروهي مع الاتحاد، وفواز القرني مع الشباب، والثلاثي هم من يمثل الأندية المتنافسة على صدارة الدوري حتى الآن، وهذا يؤكد على أن المؤشر الحقيقي لقوة أي فريق أو حتى منتخب تبدأ من الخطوط الخلفية، وهذا ما حدث بالفعل من خلال مشوار طويل وحافل، وقيمة فنية ثابتة مع كل فوز وبطولة وإنجاز محلي أو دولي لنادي الهلال من خلال مهارة وإبداع المعيوف، والحقيقة أن تواجد أي حارس مرمى للتنافس على مركز الحراسة الهلالية لن يكون سهلًا مهما كان اسم وقيمة المنافس، والوظيفة صعبة يا عويس.