- ما إنْ ينجح أحد في تكوين شخصيّة ذات سِمَات وطبيعة محدّدتين، حتى يكون ذلك النجاح أحد أكبر العوائق أمامه فيما لو أراد استخدام حقّه الطّبيعي في الولوج إلى مجال آخر وتجريب قدراته وأدواته وموهبته فيه!.
- الشّاعر مثلًا يصير مراقَبًا ويكاد يكون ممنوعًا مثلًا فيما لو قال رأيًا في كرة القدم!. لا يوافقه في ذلك إلا من جاء الرأي على هواه!، وإلّا فإنّ جملة الرّد الخشنة المنتفخة بالبجاحة جاهزة: “خلّك في شِعرك”!. وهو فيما لو دخل عالَم الكتابة الرّوائيّة فإنّ الرِّيبة؛ والحذر المتشكّك من جودة نتاجه حاضرة بقوّة!. والرّسّام فيما لو كتب الشِّعر مثلًا، فإنه يُلاقي النِّيَّة ذاتها في اللا إنصاف “المبدئي” مُعَلَّبة وجاهزة للفتح والاستخدام!. وكذلك في كلّ مجال تقريبًا، وفي كل مجال فنّي أو أدبي حتمًا!. وكأنّ تميّزه في مجال، بل وحتى ما هو أقلّ من تميّزه، إذ يكفي أنْ يكون قد قطع شوطًا زمنيًّا معقولًا في مجال ما، ليكون لدى الآخرين حكم عموميّ بحبسه في ذلك المجال وتلك الصِّفَة!.
- بدأ عوّاض العصيمي شاعرًا شعبيًّا وكاتب قصّة قصيرة معًا، وكان في المجالين مبدعًا، لكن ميزان الشهرة كان، وربما لا يزال، ميّالًا بما لا عدل فيه إلى تتويج الشاعر بالأُبّهة!. ومن القصّة القصيرة، تقدّم إلى الرّواية. كان تقدّمًا طبيعيًّا ومُنتظرًا. حدث ذلك منذ زمن بعيد. بالرّغم من ذلك، لا تزال صفة الشاعر الشعبي ملتصقةً به، لا لتحكم على تجربته الشعريّة البديعة، والمتفرّدة، بل لتحجب وجه الرّوائي عنه، ولتجعل من دخوله عالَم الرّواية أقلّ شرعيّةً مما هو الأمر في حقيقته، عبر استخدام تلك الأحكام الغبيّة والمتعالية!. وكأنّ كل ذنْب هذا المبدع أنه كتب شعرًا جميلًا ذات يوم، أو كأنّ تلك الأحكام تثأر منه لنبوغه في مجالين معًا، أو على الأقلّ لشهرة مبكّرة مُستحقّة اكتسبها بوصفه شاعرًا ذات يوم!.
- الدكتور عبد الله الغذامي، فيما يبدو، يُعاني هذه الأيام في “تويتر” من وضعه الأدبي ومكانته الثقافية ومُسمّاه الأكاديمي كناقد كبير وكاتب تكاد تكون إصداراته هي الأكثر شهرةً وتداولًا في مجالها!. قبل أيّام غرّد الغذّامي: “ليس وحده، بل كثيرون غيره من الأصدقاء الأوفياء يطلبون مني ترك تويتر، ويرون أنها لا تليق بي. حسنًا أعزائي: أين المكان الذي ترونه يليق بي…؟ غير قعدة البيت طبعًا”!.
- وكأنّ منصّات وتطبيقات التّواصل لا تليق بغير من ليس له صفة محدّدة!، وأنها تسيء لكل صاحب نتاج مُحدّد حاضر قبل وأثناء وبعد هذه التطبيقات، أو كأنّه محكوم بحبس نفسه في مجال واحد محدّد، لا يسرح ولا يمرح ولا يصدح ولا يمزح إلا به ومن خلاله!.
- وقد لا يكون الأمر ثأرًا، أو عقابًا، ولا نوعًا من الحسد التنافسي، رغم إمكانيّة حضور كلّ هذه الأمور!. لكن؛ حتّى وفيما لو أحسنّا الظّن كثيرًا، وكثيرًا هنا تعني بشكل فائض عن حدّ المُشاهَد والمنطقي!، فإنه يمكن لنا الظّن بأنّ بخورًا أسطوريًّا يغيّب النظرة الأكثر عدلًا وإنصافًا!. إذ لا يُمكن إغفال ما للتّصنيم من أثر عجائبي على كثير من العقول!.
- العجيب، أنّ معظم هؤلاء الذين يقفون حائلًا ضدّ التّنوّع، هم أنفسهم، من يُفاخرون، كلّما حضر مجال للتّفاخر، بأنّنا وفي عزّ الحضارة العربيّة كنّا نحظى بعباقرة موسوعيين، يمكن لأحدهم أن يكتب عن الحب والطِّب والتاريخ والفلسفة وأنْ يكتب الشعر ويعزف على آلة موسيقيّة!.
- الشّاعر مثلًا يصير مراقَبًا ويكاد يكون ممنوعًا مثلًا فيما لو قال رأيًا في كرة القدم!. لا يوافقه في ذلك إلا من جاء الرأي على هواه!، وإلّا فإنّ جملة الرّد الخشنة المنتفخة بالبجاحة جاهزة: “خلّك في شِعرك”!. وهو فيما لو دخل عالَم الكتابة الرّوائيّة فإنّ الرِّيبة؛ والحذر المتشكّك من جودة نتاجه حاضرة بقوّة!. والرّسّام فيما لو كتب الشِّعر مثلًا، فإنه يُلاقي النِّيَّة ذاتها في اللا إنصاف “المبدئي” مُعَلَّبة وجاهزة للفتح والاستخدام!. وكذلك في كلّ مجال تقريبًا، وفي كل مجال فنّي أو أدبي حتمًا!. وكأنّ تميّزه في مجال، بل وحتى ما هو أقلّ من تميّزه، إذ يكفي أنْ يكون قد قطع شوطًا زمنيًّا معقولًا في مجال ما، ليكون لدى الآخرين حكم عموميّ بحبسه في ذلك المجال وتلك الصِّفَة!.
- بدأ عوّاض العصيمي شاعرًا شعبيًّا وكاتب قصّة قصيرة معًا، وكان في المجالين مبدعًا، لكن ميزان الشهرة كان، وربما لا يزال، ميّالًا بما لا عدل فيه إلى تتويج الشاعر بالأُبّهة!. ومن القصّة القصيرة، تقدّم إلى الرّواية. كان تقدّمًا طبيعيًّا ومُنتظرًا. حدث ذلك منذ زمن بعيد. بالرّغم من ذلك، لا تزال صفة الشاعر الشعبي ملتصقةً به، لا لتحكم على تجربته الشعريّة البديعة، والمتفرّدة، بل لتحجب وجه الرّوائي عنه، ولتجعل من دخوله عالَم الرّواية أقلّ شرعيّةً مما هو الأمر في حقيقته، عبر استخدام تلك الأحكام الغبيّة والمتعالية!. وكأنّ كل ذنْب هذا المبدع أنه كتب شعرًا جميلًا ذات يوم، أو كأنّ تلك الأحكام تثأر منه لنبوغه في مجالين معًا، أو على الأقلّ لشهرة مبكّرة مُستحقّة اكتسبها بوصفه شاعرًا ذات يوم!.
- الدكتور عبد الله الغذامي، فيما يبدو، يُعاني هذه الأيام في “تويتر” من وضعه الأدبي ومكانته الثقافية ومُسمّاه الأكاديمي كناقد كبير وكاتب تكاد تكون إصداراته هي الأكثر شهرةً وتداولًا في مجالها!. قبل أيّام غرّد الغذّامي: “ليس وحده، بل كثيرون غيره من الأصدقاء الأوفياء يطلبون مني ترك تويتر، ويرون أنها لا تليق بي. حسنًا أعزائي: أين المكان الذي ترونه يليق بي…؟ غير قعدة البيت طبعًا”!.
- وكأنّ منصّات وتطبيقات التّواصل لا تليق بغير من ليس له صفة محدّدة!، وأنها تسيء لكل صاحب نتاج مُحدّد حاضر قبل وأثناء وبعد هذه التطبيقات، أو كأنّه محكوم بحبس نفسه في مجال واحد محدّد، لا يسرح ولا يمرح ولا يصدح ولا يمزح إلا به ومن خلاله!.
- وقد لا يكون الأمر ثأرًا، أو عقابًا، ولا نوعًا من الحسد التنافسي، رغم إمكانيّة حضور كلّ هذه الأمور!. لكن؛ حتّى وفيما لو أحسنّا الظّن كثيرًا، وكثيرًا هنا تعني بشكل فائض عن حدّ المُشاهَد والمنطقي!، فإنه يمكن لنا الظّن بأنّ بخورًا أسطوريًّا يغيّب النظرة الأكثر عدلًا وإنصافًا!. إذ لا يُمكن إغفال ما للتّصنيم من أثر عجائبي على كثير من العقول!.
- العجيب، أنّ معظم هؤلاء الذين يقفون حائلًا ضدّ التّنوّع، هم أنفسهم، من يُفاخرون، كلّما حضر مجال للتّفاخر، بأنّنا وفي عزّ الحضارة العربيّة كنّا نحظى بعباقرة موسوعيين، يمكن لأحدهم أن يكتب عن الحب والطِّب والتاريخ والفلسفة وأنْ يكتب الشعر ويعزف على آلة موسيقيّة!.