|


أحمد الحامد⁩
كلام في البطولة الإفريقية
2022-01-26
أثبت لي تنظيم بطولة الأمم الإفريقية في الكاميرون أن من يريد أن يصنع طائرة عليه أن يكون قادرًا على صناعة سيارة أولاً، فضعف تنظيم البطولة القارية أساسه ضعف تنظيم الدوري الكاميروني، لذلك إذا ما أردنا أن نعرف مستوى تنظيم أي بطولة قبل انطلاقتها يكفي أن نتعرف على مستوى تنظيم البطولات المحلية للبلد المنظم.
لا أرضية الملاعب تناسب مستوى اللاعبين العالميين، ولا مستوى التحكيم يصلح لأن يكون في حجم بطولة تجمع المواهب الفذة. ومع كل ذلك تبقى متعة مشاهدة المباريات أكبر من التوقف عند الأخطاء حتى وإن كانت بحجم إنهاء الحكم للمباراة قبل انتهاء الوقت الأصلي بـ 5 دقائق.
مفاجأة البطولة عندي ليست في خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول، حظ المنتخب الجزائري كان سيئًا، والمحبط أن موعد هذا السوء جاء عند انطلاقة البطولة، المفاجأة هي في المستوى الذي قدمه منتخب جزر القمر، وفي وجود لاعبين (حريفة) بهذا المستوى العالي، كنت أعتقد أنني على اطلاع جيد في شؤون الكرة، لكن عدم معرفتي بأن الكثير من لاعبي جزر القمر محترفون في أوروبا كشفت لي أنني لا أعرف إلا القليل. كان خروجهم من البطولة خروجًا مشرفًا، ومعظم المشاهدين أدركوا بعد دقائق من مباراة جزر القمر والكاميرون أنها ستنتهي بفوز الكاميرون (غصب طيب) حتى لو استمرت عدة ساعات، كان ينقص حكم المباراة أن يمرر الكرة بنفسه للاعبي الكاميرون!
ـ المنتخب المصري (حبيبنا) وارتباطنا به قوي وقديم، لكن هذا الجيل مختلف عن الجيل الذي سبقه، جيل البطولات المتتالية، وأرجو من مشجعي المنتخب المصري أن يتفهموا ذلك، وألا يضغطوا على محمد صلاح أكثر من اللازم، قرأت العديد من التعليقات التي تتساءل: لماذا لا يقدم صلاح مع المنتخب ما يقدمه مع ليفربول؟ صلاح هو نفسه لكن زملاءه في ليفربول يختلفون عن زملائه في المنتخب، كما أن مدرب ليفربول له رؤية مختلفة عن مدرب منتخب مصر. أرجو أن يتجاوز المنتخب المصري منتخب ساحل العاج في المباراة التي ستقام بعد ساعات من كتابتي هذه، آمل أن يقدم اللاعبون ما يخالف رأيي ويجعلني مخطئًا في تقديري.
ـ لا أريد أن أفرط في التفاؤل وأقول إن المنتخب المغربي سيصل المباراة النهائية، لكن مستواه التصاعدي يبشر بالوقوف على منصة تتويج إذا ما لم تكن هناك كارثة تحكيمية، وقد يفعلها المنتخب التونسي القوي في التنظيم، أتمنى أن نكون على موعد مع احتفالاتنا بفوز أحد منتخباتنا العربية.