مدرب المنتخب

صالح المطلق
2022.02.05 | 01:07 am

وضوح الدور الذي يلعبه المدرب في إيجاد مجموعة متفاهمة لتقديم أداء واثق، من أهم الأمور التي يجب أن تتوفر على مستوى المنتخبات وخصوصًا عندما تكون المناسبة هامة وذات قيمة كبيرة مثل كأس العالم وما يسبقها من مجهود وتصفيات طويلة وشاقة، ودائمًا ما نسمع أن هناك وجهة نظر خاصة بالمدربين ومن خلال هذه المساحة يستطيع أي مدرب أن يطرح ما يرى من أفكار فنية أو قرارات بشرط أن تكون في حدود المعقول والمفيد لصالح الشكل العام الذي يضمن تماسك المنتخب وارتفاع درجة الثقة واتقان التطبيق، ولأن ما حدث في مباراة المنتخب أمام اليابان كان عكس ذلك تمامًا ولا يمكن أن يكون مقبولًا أو يعطي أي معنى للتخطيط والإعداد الجيد والمناسب لتطوير المستوى الفني وتوزيع المهام.
أمام اليابان لعبنا بفراس البريكان كرأس حربة وحيد ينتظر المساندة والإمداد من خط وسط مكون من خمسة لاعبين غير جاهزين من الناحية الذهنية والبدنية، وهذا ما فرض على البريكان أن يترك مكانه لمحاولة الحصول على الكرة وتسجيل هدف تتغير معه الحسابات ونتمكن من السيطرة على الملعب، وهنا يتضح أن التراجع لخط الوسط واللعب بأسلوب دفاع المنطقة كان هو الخيار الصحيح لمنتخبا خصوصًا أن منتخب اليابان هو الأكثر حاجة للنتيجة وخروجه من ملعبه واندفاعه للضغط سوف يفتح المجال للهجوم المرتد، والحقيقة أن هذه القراءة لم تكن من ضمن حسابات مدرب المنتخب الذي فضل تغيير مركز كنو وسعود وهتان مع استمرار فتح الملعب وعدم استغلال أي كرة ثابتة وبالتالي كانت مهمة منتخب اليابان سهلة ولم يجد أي صعوبة في تحقيق الفوز وتقليص الفارق النقطي وخلط أوراق المجموعة من جديد، والحقيقة أن نتائج المنتخب كانت تغطي وبشكل كبير على أخطاء وقرارات المدرب الذي استغنى عن وجود المساعد اللياقي في الجهاز الفني وفي أكثر من مناسبة ومن غير ترتيب يستغني عن لاعب وفجأة يتم استرجاعه ليلعب ضمن القائمة الأساسية وهكذا استمر ياسر الشهراني ولفترة طويلة بدون بديل مع وجود أكثر من لاعب متمكن ويستحق الانضمام للمنتخب، والثابت أن تأهل المنتخب لكأس العالم يحتاج إلى برنامج مدروس فيه كل الاحتمالات وجاهز لتطبيق أكثر من خيار.