لم يكن الهدف الخرافي الذي سجله النصر بواسطة البرازيلي تاليسكا في مرمى الطائي خلال الجولة الأخيرة هدفًا اعتياديًّا أو عابرًا ضمن أهداف الدوري، التي تنوعت أشكالها وألوانها، فاللاعب استخدم جزءًا من مهارته العالية وتكتيكه البارع، وجزءًا من عقليته الفذة، وجزءًا من حدسه الكروي، وجزءًا من قدرته التهديفية، وجزءًا من خياله الكروي الواسع، ليجمعها في منظر مدهش ولقطة مبهرة وإبداعية تجلت في هدف سينمائي واعتباره الهدف الأجمل في دوري المحترفين لأكثر من مليون مصوت.
وتجاوزت مشاهداته من الناقل الرسمي ثلاثة ملايين خلال ساعات قابلة للارتفاع، كما هو حال عدد أرقام مشاهدات إعلان التعاقد معه في الصيف الماضي وضحكته الشهيرة أنا نصراوي، التي فاقت الخمسين مليون مشاهدة.
الجمال في الهدف لم يكن التغني فيه من الداخل وعبر وسائل إعلام مختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي فحسب، بل تجاوزه إلى الخارج، ليخبر الجميع بالدوري السعودي أنه لاعب ضمن أسماء لامعة، وتسلط الأضواء على الهدف عبر قنوات أوروبية رياضية وصحف عالمية أفردت له لقطات مصورة وتحليلاً فنيًّا يكشف براعة اللاعب، وأشارت له صراحة أنه أحد أجمل الأهداف إن لم يكن الأجمل، ورشحه النقاد الرياضيون لنيله جائزة بوشكاش لعام 2022، التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل هدف خلال العام، وهذه شهادة تسجل للاعب الذي يتصدر هدافي الدوري السعودي ولناديه النصر، الذي استقطب صفقة كبيرة من العيار الثقيل كلاعب راهن عليه الكثير وأولهم الرمز الداعم الأمير خالد بن فهد المتكفل بالصفقة.
هدف تاليسكا لم يكن هدفًا نصراويًّا فحسب، بل قيمة فنية فخمة لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، بدليل تناقل وسائل الإعلام الغربية بإعجاب للهدف بصوت المعلق الجميل جعفر الصليح، الذي تسلطن بجمالية الهدف مرة واثنتين وثلاثة، والواقع أن الهدف غطى على بعض الأحداث الرياضية الكروية المصاحبة التي أقيمت في الوقت نفسه، ومثل تلك الأهداف الخرافية لا تأتي دائمًا، وقد لا تأتي إلا بعد فترات طويلة، لذا فإن اتحاد الكرة ورابطة المحترفين عليهما دور في تسويق لقطة الهدف بطريقة احترافية، بعد أن قدَّم اللاعب المدهش تاليسكا هدية لهم لا تقدر بثمن، ليكون شاهد إثبات على قوة دوري المحترفين والأسماء الكبيرة التي يحتضنها، وهي فرصة وأتتهما على طبق من ذهب، ليقدما الهدف على أنه صناعة دوري المحترفين.