|


حسن عبد القادر
كلاسيكو المدرجات الخاوية
2022-02-11
المدرجات الممتلئة لا تحقق الألقاب، هذه حقيقة، أكدتها بطولات سابقة. الحضور الجماهيري يعطي جمالية للمباراة، لكنه لا يصنع الفارق الفني.
سبق وتطرقت لهذا الأمر، ودلَّلت عليه بسباعية "الماراكانا" بين البرازيل وألمانيا في مونديال 2014، ونهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، وكيف أن الحضور الكبير في المدرجات لم يصنع أكثر من فرجة رائعة دون مردود فني للمنتخب المستضيف، فالأدوات التي توجد داخل الملعب "مدرب ولاعبون" هي التي تصنع الفارق، وتحقق الألقاب.
وفي هذا المساء يخوض الاتحاد أهم مبارياته في الدوري أمام مطارده النصر بمدرجات "خاوية" لأسباب انضباطية. المباراة ستفقد جمالياتها فقط، وسيبقى أمر النقاط الثلاث لأي من المتنافسَين "مربوطًا" بأقدام اللاعبين وفكر مدربهم.
في سنوات الخواء الفني للاتحاد، قبل ثلاثة مواسم، كانت مدرجات "الجوهرة" الأعلى حضورًا لـ "العميد"، لكنهم كانوا يخرجون بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، وكان الفريق على مشارف الهبوط في موسمين تحت أنظار جماهيره، وفي الموسم الذي يلي موسمي الهروب، نافس الفريق على لقب الدوري وخسره في آخر ثلاث جولات، كان يلعب وسط مدرجات فارغة بسبب "كورونا"، والفارق بين موسمي الهروب من الهبوط والمنافسة على الصدارة تغييرُ أدوات اللعب "اللاعبون"، والاستعانة بحجازي ورومارينيو وجروهي، وليس حضور الجماهير، أو غيابها، هذا هو الفارق الذي يصنع التفوق، وليس الجمهور الذي لا يملك غير الفرح بالفوز، أو التحسُّر على الهزيمة.
في لقاء هذا المساء الفوارق شبه معدومة، فالاتحاد يعيش سلسلة انتصارات متتالية، وكذلك النصر، وبين الفريقين عناصر مشتركة، منها تغيير مدربَي بداية الموسم، والتعاقد مع آخرين، قدَّما عملًا فنيًّا يستحق الإشادة.
وهناك أيضًا صراعات ثنائية فنية بين تاليسكا وحمد الله، ومناوشات إعلامية، وفتح جبهات. كل هذه المعطيات تنذر بأن نقطة التحول في مسار المنافسة ستبدأ من خلال لقاء الأصفرين، وستكون الخسارة لأي منها أكثر من ثلاث نقاط، فإما فوز نصراوي، وتشديد الخناق على المتصدر، أو ثلاث نقاط جديدة لـ "العميد"، يقطع بها أكثر من نصف المسافة نحو لقب غاب طويلًا عن خزائنه، أو تعادل يبقي الأمور كما هي مع أفضلية للاتحاد، وسيبقى النصر ينتظر أن تخدمه نتائج الفرق الأخرى التي ستواجه "العميد".
أتوقعها ليلة ساخنة، وأحداثًا أسخن ستستمر حتى يغلق الموسم أبوابه.