|


صالح المطلق
2022.02.19 | 12:41 am

يدرك أغلب المدربين أهمية منح اللاعب المساحة الكافية للتعبير عن الذات والتحرك بحرية واتخاذ القرار، ولهذا السبب تظهر النتائج في بعض المباريات وكأنها بمجهود اللاعبين فقط وليس للمدرب فيها أي تأثير، والحقيقة أن مجمل التعليمات والتدريبات التي يتلقاها اللاعبين من بداية الموسم وحتى آخر مباراة تعتبر دروسًا وخبرات تراكمية تنعكس وتظهر على أدائه وطريقة تفكيره.
ولذلك نستطيع القول بأن الجدل أو الخلاف الذي يثأر في بعض الأحيان حول التقليل من أهمية التدخل الفني للمدرب غير صحيح تمامًا، والمسألة تكاملية وكل ما يحدث في المباراة وعلى أرض الملعب يعتبر نجاحًا وانعكاسًا رائعًا لقدرات المدرب، خصوصًا إذا ما استطاع أن يجعل من اللاعب مدربًا آخر يعرف كيف يوجه ويقرأ الأحداث ويختار أفضل القرارات، والمعروف أن كرة القدم عبارة عن مجموعة من المواقف والتفاصيل المختلفة ولا يمكن لأي نجم أو لاعب مهما كان يملك من موهبة أو قدرات أن يصنع النجاح لوحده، كما أن الانضباط وتحقيق البطولات لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق الأجهزة الفنية التي تعرف معنى القيادة والإبداع.
في الدوري مجموعة كبيرة من مختلف المدارس الكروية وعلى تفاوت المستويات الفنية بينهم إلا أن مسالة تقديم الأسماء الواعدة ومحاولة تشجيعهم ومساعدتهم من الأمور المتفق عليها والموجودة لدى الجميع، وبغض النظر عن الظروف التي ساعدت على وجود المساحة والفرصة للعب وإثبات الوجود إلا أن التشجيع ومحاولة التطوير والمساندة هو الشيء الواضح والمستمر، خصوصًا مع الأسماء التي أقنعت الجميع وأظهرت الكثير من الجدية والحرص على استثمار هذا التفاعل والحقيقة أن كل هذه الأسماء الواعدة تبشر بالخير وتؤكد أن الحل الوحيد لتغطية بعض المراكز التي لا يوجد فيها تنافس ونجوم لتمثيل الأندية والمنتخبات هو في وجود الفرصة واللعب مع الفريق الأول والاحتكاك المباشر مع المحترفين الأجانب وتراكم الخبرات ولا أعتقد أن هناك دليلًا واضحًا ومقنعًا لأهمية وجود المساحة ودعم الأسماء الواعدة مثل تألق عبد الملك العييري ومتعب الحربي وسعد بالعبيد وعباس الحسن ومنصور الشمري وهيثم عسيري وعوض ناشري.
والخلاصة أن إنتاج النجوم وتعدد المواهب لا يمكن أن يحدث من دون مدرب فاهم ومدرك لكامل مسؤولية المهنة.